إمعان في الحصار ومحاولة كسر إرادة الشعب
حصار البر والجو والبحر يعيق تدفق احتياجات اليمنيين ويقتل الاقتصاد
(11) ميناء ومرفأ بحريا و (14) مطارا دمرتها طائرات وبارجات العدوان
تقرير/ حاشد مزقر
كل شيء في اليمن يصدح بجرم العدوان وإمعانه في محاولة كسر إرادة اليمنيين واخضاعهم للوصاية الخارجية بشتى الوسائل، وفي مقدمتها فرض حصار جوي وبحري وبري يمنع عنهم الغذاء والدواء وأسباب ومقومات الحياة والنماء، ومحاولات إحكام الحصار بقصف وتدمير مطارات اليمن وموانئه.
بدأ تحالف العدوان السعودي الأمريكي منذ ساعاته الأولى بفرض حظر ملاحة جوية وبحرية في المياه والأجواء اليمنية وإحكام حصار غير مشروع على اليمن، وشن غاراته على مطارات وموانئ اليمن، في خرق صارخ للقانون الدولي.
استهدفت الغارات الأولى مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية، وبعد ثلاثة ايام قصفت طائرات العدوان مطار الحديدة ومدرجه ثم شنت عشرات الغارات على مطار عدن قبل ان تحتله قوات العدوان الغازية ومليشيا أعوانه من المرتزقة والتنظيمات الإرهابية.
وبالمثل تعرض مطار صعدة لقصف جوي كثيف، ودمر مطار تعز كليا بقصف طيران العدوان وقذائف وصواريخ مليشيا أعوانه من المرتزقة والتنظيمات الارهابية، وهو ماحدث لمطار عتق في محافظة شبوة ومطار محافظة مارب.
تعاقبت غارات العدوان على مطار صنعاء مرارا وبشكل شبه يومي وهستيري لدرجة شن 20 غارة عليه عصر الثلاثاء 28 أبريل 2015م دمرت مدرجه وطائرة مدنية تابعة لشركة السعيدة وطائرة شحن يمنية، بزعم “منع طائرة إيرانية من الهبوط” !.
كانت الطائرة الإيرانية تقل مساعدات وعدداً من جرحى تفجير مسجدي بدر والحشوش، وظل مطار صنعاء مغلقا من العدوان فيما آلاف اليمنيين عالقون في مطارات العالم لايستطيعون العودة، حتى اعيد فتح المطار جزئيا وعبر تحويلة تفتيش بمطار “بيشة” في 19مايو الماضي.
جاءت اعادة فتح المطار جزئيا عقب إدانة منظمات دولية انسانية استهداف المطارات المدنية، ونداء منظمة “اطباء بلا حدود” واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بأن اليمن يعتمد بشكل كلي تقريبا على استيراد الغذاء والدواء عن طريق المطارات.
المنظمتان دعتا معا في بيانهما إلى وضع حد للهجمات على شرايين الحياة الحيوية تلك وإلى منح سلطات الطيران المدني اليمنية فرصة لإصلاح المطارات بحيث يمكن إرسال مساعدات إنسانية إلى اليمن قبل أن تتجاوب مع الدعوة منظمة الامم المتحدة.
اعتداءات سافرة
بحسب إحصائية المركز القانوني للحقوق والتنمية، كان حصاد عام من العدوان على اليمن (14) مطارا مدنيا تم تدمير منشآتها بقصف الطيران والصواريخ بعيدة المدى أو بصورة غير مباشرة من البر من قبل مليشيا أعوان العدوان.
لكن تحالف العدوان لم يكتف بذلك فذهب إلى استهداف الموانئ البحرية أيضا وقصف بعشرات الغارات (11) ميناء ومرفأ بحريا كان أكثرها تأثيراً اقتصاديا بشكل عام، قصف ميناء الحديدة الذي تعرض لسلسلة غارات دمرت 5 من أرصفته تماماً ودمرت أغلب رافعات نقل الحاويات (الكرينات).
غطرسة الطغيان
يدرك تحالف العدوان أن ميناء الحديدة البوابة الرئيسة لتدفق احتياجات الشعب اليمني من الغذاء والدواء والوقود وغيرها من مستلزمات الحياة، ولهذا فقد ظل ولايزال في مرمى صواريخ العدوان، وقبل شهر فقط هدد بقصف السفن التجارية الراسية فيه!.
حدث هذا حين أمرت البحرية السعودية إدارة الميناء في مكالمة مسجلة بإخلاء السفن من رصيف وغاطس الميناء وأمرت السفن التجارية بالرسو على بعد 50 ميلا وأمهلتها ساعات للتنفيذ ما لم فستكون هدفا للقصف!.
التهديد دفع الامم المتحدة للتحذير من مغبة استهداف الميناء ليس لكونه مرفقا مدنيا وخدميا واستهدافه جريمة حرب في القانون الدولي بل لأن “استهدافه سيمنع دخول المواد الغذائية والدواء والمساعدات وسيعرقل جهود الإغاثة الدولية” !!.
العدوان استهدف أيضا بغاراته منشأة رأس عيسى شمال الحديدة ودمرها كليا والتي كانت تعتبر ميناء لتفريغ النفط، كما استهدف بعض مرافق ميناء عدن في الأيام الأولى للعدوان قبل ان تحتل المحافظة قواته الغازية ومليشيا مرتزقته.
وعلى سواحل البحر الأحمر قصفت بارجات العدوان ميناء المخا عشرات المرات، وهو ما حدث لمرفأي الخوخة والحيمة المجاورين للمخا. كما تعرض ميناء ميدي للتدمير من الجو والبحر فيما تعرض مرفأ اللحية لقصف الطائرات وحاولت البارجات تمشيط الساحل بصواريخ وباءت بالفشل.
سعى النظام السعودي إلى تحويل كل السفن التجارية والنفطية إلى ميناء عدن باصدار أوامره للسفن وعبر تدمير ميناء الحديدة والمخا للتحكم بغذاء اليمن وموارده وتسليم الزمام لعملائه ومرتزقته ومليشيا للجماعات الارهابية وفرض خيار الموت أو الاستسلام.
كذلك مرفأ بلحاف وميناء الضبة ورأس العارة في شبوة، نالت نصيبها من الحصار والتدمير، ولا يزال ميناء المكلا وكل مرافئ محافظة حضرموت تخضع منذ بدء العدوان لسيطرة تنظيم “القاعدة” وبدعم مباشر وتمكين علني من تحالف العدوان.
خسائر كبرى
لم تقتصر أضرار قصف الموانئ والمطارات على الحصار بل امتد إلى إحداث ركود تجاري فقد جعل شركات الطيران ووكالات السفر والسياحة توقف انشطتها بسبب الحصار ومثلها قطاع الفندقة وقطاع استيراد السيارات.
بينما قطاعات النقل البري قلصت نشاطها بنسبة 50% بفعل الحصار ونقص المشتقات النفطية والخوف من التنقل بين المدن، في حين تضرر قطاع الأدوية بنسبة70% جراء الحصار ومنع الطيران من وإلى اليمن إلا برحلة واحدة أسبوعيا.
وتعرضت المصانع المحلية لنفس المشكلة بسبب الحصار وإعاقة وصول المواد الخام والمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، كما انخفضت إيرادات الدولة بنسبة 90% بسبب توقف إنتاج النفط والغاز وقصف منشأة رأس عيسى.
ومع أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن قصف الموانئ والمطارات وفرض الحصار الشامل، لم تحصر بعد على وجه الدقة، إلا أن الخسائر الاقتصادية قد تفوق عشرات المليارات من الدولارات بحسب تقديرات أولية لخبراء اقتصاد.