> مؤسسة موانئ البحر الأحمر: التدمير الكلي للحاويات والكرينات تسبب بشل 80% من حركة الميناء
> تدمير ممنهج للموانئ والمنشآت والمواقع المدنية بهدف كسر إرادة شعبنا وتركيعه
> خروج ميناء المخا عن الخدمة .. وميناء الصليف يعجز عن استقبال واستيعاب أكثر من باخرتين
الحديدة/ خديجة بورجي
عام من العدوان الهمجي ومازال مستمراً .. عام من الخراب والدمار طال كل جميل في يمن الإيمان والحكمة .. عام من الوحشية غير المبررة من تحالف الشر السعودي وطائراته التي لم تستثن بشرا أو حجرا أو شجرا .. عام من الحقد الدفين على كل مقدرات الشعب اليمني من بنى تحتية ظل يبنيها منذ فجر ثورتي سبتمبر واكتوبر.. عام ترك آثارا نفسية لا يمكن أن تمحوها السنين ولا يمكن إعادة اعمارها لأنها أعطت انطباعا عن مدى الحقد في نفوس جيراننا في مملكة الحقد وحلفائها .. إلا أنه عام صمود للشعب ضد هذا العدوان أثبت للعالم أن الشعب اليمني قادر على الصمود رغم كل الجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان وسينهض رغم الحصار والدمار ..
وبعد مرور عام على بدء العدوان وتدمير البنى التحتية نقف على آثار هذا العدوان لتكون شهادة على وحشيته، ومنها ميناء الحديدة الحيوي .. الميناء التجاري الذي يعد شريان الحياة لخمسة وعشرين مليون يمني ..
فكانت زيارتنا للميناء الذي تعرض للقصف في أغسطس من العام الماضي بغرض شل حركته لتجويع الشعب اليمني ، والتقينا في البداية مع رئيس مجلس الإدارة لمؤسسة موانئ البحر الأحمر الكابتن جمال عايش والذي تحدث إلينا رغم انشغاله بقوله : ميناء الحديدة ميناء تجاري هام وليس هدفا عسكريا ليتم استهدافه من قبل طائرات العدوان مما أدى إلى شل 80% من حركة الميناء الذي يعتمد في الأساس على كرينات عملاقة لتداول الحاويات .. وقد تم تدمير هذه الكرينات تدميراً كاملاً في الغارات الجوية مما تسبب في انخفاض حركة الميناء وكذلك حدوث خسائر كبيرة للبلد .
وأضاف بقوله : ولكن نحن حاولنا أن نعمل رغم هذه الظروف بطريقة آلية قديمة بعض الشيء كي نعيد عمل ونشاط الميناء .
وطالب كافة المنظمات الدولية البحرية بالاطلاع على الحقائق من مصادرها وزيارة الميناء التجاري الذي يخدم 25 مليون نسمة ويمرر لهم العلاج والغذاء والسلع الاستهلاكية .
ويواصل نائب رئيس مجلس ادارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر الأخ يحيي عباس شرف الدين الحديث عن آثار العدوان والخسائر التي لحقت بالميناء بالقول : ميناء الحديدة ذو أهمية كبيرة فهو المنفذ الرئيسي لدخول البضائع والاحتياجات الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية وغيرها حيث تصل عبره 80% من احتياجات الشعب اليمني الضرورية ، وقد أدى هذا العدوان الغاشم إلى إيقاف وصول هذه الاحتياجات بفرض الحصار التام على الميناء والقصف الممنهج للمقومات الاقتصادية وقد تم استهداف محطة الحاويات والكرينات التي يتم بواسطتها تناول وتداول الحاويات من السفن إلى الميناء وأيضا تم استهداف الهنجر التابع للحاويات الذي يحتوي على المعدات الباقية من قبل طائرات العدوان والغرض من الاستهداف هو تعطيل الحاويات وتداولها بشكل تام.
وتابع قائلاً : وبالنسبة للحاويات والكرينات فهي مشلولة تماما ونعمل حاليا بآلية قديمة حيث يتم التعاقد عن طريق الشركات الملاحية كونها تعرف وضع الميناء حالياً يتم التعاقد مع سفن عليها كرينات ليتم بواسطتها إنزال حمولة السفن .
واستطرد قائلاً : العدوان أثر على الحركة الملاحية في الميناء بشكل كبير حيث تحتجز قوى العدوان السفن في المياه الاقليمية بحيث تظل لفترات متفاوتة بالمزاد تتراوح بين أسبوعين او ثلاثة أو شهر، فالعملية ابتزاز ووسيلة للربح غير مشروع ودفع رشاوى من قبل التجار سواء ممن يعرف بالشرعية أو من يعطي لهم التصاريح وهذا الوضع وصل إلى ما يعرف بالأمم المتحدة التي ترى العدوان الحاصل في اليمن ولا تحرك ساكنا سوى الشجب .فالحركة الملاحية قبل العدوان كانت حركة طبيعية لا يوجد تصاريح ولا ضغط على السفن ولا سحب السفن أو أي شيء من هذا القبيل ، هذه الإشكاليات أربكت نظام العمل في الميناء لأنه في بعض الأحيان يعطي تعليمات للسفن بالمغادرة وهي في الغاطس أو في الرصيف ما لم سيتم استهدافها، وهذا يحدث إرباكاً للعمل في الميناء لأنه عندنا نظام الدور من يصل أولا إلى الرصيف فعندما تخرج السفينة ثم ترجع تحدث إشكالية في طبيعة عمل الميناء بشكل عام كما يؤدي تأخر دخول السفن إلى الميناء إلى زيادة التكلفة على التاجر والتاجر يضيف فارق التكلفة على المواطن حيث هناك ما يعرف بـ ( ذمرت) وهي رسوم تدفع يوميا على كل سفينة وكلما تأخر وصول السفينة كلما زاد السعر .. فخروج الكرينات عن العمل والجاهزية أثر بشكل كبير على العمل كونها غير موجودة محليا ويحتاج تصنيعها إلى مواصفات خاصة تتوافق مع مواصفات الرصيف وهذا العمل يحتاج إلى وقت كبير يتراوح ما بين سنة الى أكثر حيث يتم ارسال المواصفات إلى الشركة المصنعة ثم تركيبها في الميناء يحتاج إلى مدة من الزمن ويصعب تحديد مدة الانتهاء من تجهيزها لتدخل الخدمة خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار المفروض على البلاد ..
وقال نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الموانئ أنه تم استهداف خمسة كرينات بخمسة صواريخ وهي كرينات ألمانية وصلت قيمتها إلى واحد وعشرين مليون دولار فيما تبلغ قيمة الكرينات الهولندية نحو ثمانين مليون دولار .
وأضاف : أن منسق الأمم المتحدة فوجئ خلال زيارته للميناء بحجم الدمار الذي طاله كون الميناء ميناء مدنياً وليس ميناء عسكرياً وطلبنا منهم إعطاء الضمانات بعدم استهداف الميناء مرة أخرى فأجاب أن هذا ليس في وسعه.
وأردف بالقول أن مؤسسة الموانئ تسعى جاهدة لاستمرار نشاط الميناء بإمكاناته الحالية كونه الرئة التي من خلالها يتنفس الشعب اليمني مع العلم بأن العدوان منع دخول ناقلات المشتقات النفطية وسفن الحاويات من قبل استهداف الكرينات منذ حوالي شهر يوليو إلى نهاية ديسمبر من العام الماضى لم يتم السماح لأي سفينة بالدخول إلى ميناء الحديدة ، لكنها الآن بدأت تعود تدريجيا ولو أنها ليست بنفس النسبة ولا تقاربها حيث كانت حركة رصيف الحاويات دائمة ولا تتوقف.
وأشار شرف الدين في حديثه إلى تأثر الموانئ الأخرى التابعة للمؤسسة ومنها ميناء المخا الذي تم استهدافه بشكل كامل وخرج عن الخدمة تماما إذ لم تعد ترسو فيه أي سفن بل أصبحت منطقة المخا منطقة عسكرية يتم استهداف أي شيء يتحرك فيها .
مبيناً أن الحركة في ميناء الصليف ارتفعت بعد توقف ميناء الحديدة لكن مشكلته أنه عبارة عن رصيف واحد يتسع لباخرتين فقط.
ولفت إلى أن العدوان أدى إلى إيقاف تنفيذ أعمال تطوير ميناء الحديدة وتعميق القناة الملاحية وإنشاء رصيف الحاويات حيث لم يشهد الميناء أي أعمال تطويرية فهو عبارة عن أرصفة موجودة منذ السبعينات أو الثمانيات ، وكذلك بالنسبة للأعماق التي تساعد على دخول السفن الكبيرة إلى غاطس الميناء الذي يصل إلى 9 أمتار .
وتابع قائلاً : نحن نريد أن يعرف العالم الخارجي بشاعة هذا العدوان غير المبرر لأن الرأي الخارجي للأسف يتابع الإعلام المضلل الذي يقول بأنه يتم استهداف مواقع عسكرية في حين أن العدوان يعمل على تدمير ممنهج للموانئ والمستشفيات والمدارس والأسواق والطرقات وغيرها من المواقع المدنية ، ونحن ندعوهم إلى زيارة ميناء الحديدة فهو مفتوح للتجار والزوار ولا يوجد أي شيء مخفي في الميناء والعمل شفاف حيث يتم دخول السفن بعد تفتيشها من قبل دول العدوان فهي من تسمح للسفن بالدخول ، إذن ما هو الداعي لاستهداف الميناء ؟ إن قصف الميناء هو عبارة عن محاولة لتركيع وإخضاع الشعب اليمني لأنه كلما خسروا أوراقاً في الداخل حاولوا الضغط على الشعب وفتحوا جبهات هنا وهناك وهم لن ينالوا هذا الشيء لأن الشعب اليمني شعب عظيم ولن يركع بل يزداد صمودا يوما بعد يوم حتى مع مرور عام على العدوان .
منوهاً بأن العدوان أثر بشكل كبير جدا على الحياة المعيشية على عمال وموظفي المؤسسة الذين يصل عددهم إلى 1500 موظف و 3000 ألف عامل بالأجر اليومي وهم عمال الأرصفة والساحات بسبب الحصار ومنع دخول السفن إلى الميناء .
وتشير الإحصائيات الصادرة عن مؤسسة الموانئ إلى حدوث انخفاض ملحوظ في حركة الواردات من البضائع خلال العام الماضي 2015م مقارنة بالعام 2014م في الموانئ الثلاثة ( الحديدة ، المخا ، الصليف ) حيث انخفضت الواردات خلال النصف الأول من عام 2015م بنسبة بلغت16% مقارنه بالعام 2014م فيما بلغت نسبة الانخفاض في النصف الثاني من العام الماضي 25 % مقارنة بالنصف الثاني من العام 2014م .
أما بالنسبة للمحروقات الواردة فقد سجلت نسبة انخفاض وصلت إلى 44% في النصف الأول من عام 2015م و 33 % خلال النصف الثاني من العام النصرم مقارنة بعام 2014م .
وأوضحت الاحصائية التي حصلت “الثورة” على نسخة منها أن الصادرات عبر مؤسسة الموانئ انخفضت بنسبة 56% في النصف الأول لعام 2015 مقارنه بعام 2014م وسجلت نقصا مماثلا أي 56 % في النصف الثاني من ذات العام 2015م ، كما شهدت حركة العائمات البحرية تراجعا كبيرا على مستوى السفن والسنابك، إذ وصلت نسبة الانخفاض إلى 36% في النصف الأول ونسبة 66% في النصف الثاني من عام 2015م بالمقارنة مع عام 2014م .
وانخفضت عدد السيارات الواصلة عبر الموانئ في النصف الأول بنسبة 67% و في النصف الثاني بنسبة 87% من العام الماضي مقارنة مع 2014م كما تراجع أعداد المواشي الحية الواصلة بنسبة كبيرة وصلت إلى 71% في النصف الأول وما نسبته 92%في النصف الثاني من العام 2015م .
ووفقاً للإحصائيات فقد انخفض حجم الحاويات المتداولة بنظام T.E.u في النصف الأول من عام 2015م بنسبة 54% مقارنة بالعام الذي قبله ، بينما بلغت نسبة الانخفاض خلال النصف الثاني من عام 2015م 82% مقارنة مع عام 2014م.