ن ..والقلم ..حكاية صورة …!!!

عبد الرحمن بجاش
أمامي صورة مرسلة عبر الفيس لثلاث من النساء الماليزيات وفي قمرة قيادة الطائرة بوينج 747 , وكلمات تحكي تفاصيلها , قالت إن الرحلة (( ……)) التي وصلت إلى مطار كوالا لامبور , قادتها باقتدار ثلاث نساء ماليزيات . في ماليزيا تلبس النسوة خلاخيل على أرجلهن من الذهب الخالص, والحكاية تتعلق بدين قطعة على نفسه (( مهاتير )) العظيم على نفسه وفاء للمرأة هناك والتي تدفقت ذات نهار تغمر البنوك بذهبها من أجل إنقاذ ماليزيا أبان أزمة النمور السبعة !! , وعدهن الرجل بأن يلبس أقدامهن الذهب فأوفى !!! , من قدن الطائرة أمهات أيضا تستحقين التقدير والاحترام وأن يكون العام كله عيد لا ينقطع ؟؟ , الرجل ولأنه أناني فقد حصر الأم بهذا اليوم كعيد لها , ويظل طوال العام يفجر الحروب فيقتل الأبناء في حروب عبثية من كل شاكلة ونوع , فقط تراه يجبرها على أن تفرح وغصبا عنها , ولا يدري أنها بعد أن يذهب تبكي أبناءها  حتى الوجع , كل أم تكره الحروب . يفترض وجوبا أن يكون عيدها من لحظة أن تضع أول مولود , ورب العباد احتفى بها في محكم كتابه (( …ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما )) , والرسول أسس لعيدها الدائم شجرة خضراء يانعة (( أمك ثم أمك ثم أمك ثم …)) , لكن أنانية الرجل ساوت بينها وبين فالنتاين , فصار لكل منهما يوم !! . من يتذكر في بلاد العرب العاربة والمستعربة أن هناك أماً في سوريا لم تتوقف عينيها عن الجريان كشلال ماء غزير المطر على الأبناء الذين قضوا , والذين هم مشاريع للذهاب بلا ثمن في كل مدينة سورية وقرية , من للأم هناك في الشام أجمل ارض وأنفس , من ؟ من للأم الفلسطينية التي يستشهد أبناؤها نيابة عن العرب الراقدين ومن لا ينامون !! من ؟؟ , من للام اليمنية التي تبكي ابنها في كل محافظات البلاد ,فيم الرجل يمارس أنانيته , ويُشعل الحروب تارة باسم الأرض ومعظم الوقت باسم السماء !!!, هذا اليوم مناسبة مدهشة لأن نقول أننا بحاجة إلى تغيير الروزنامة السنوية, ونؤسس من جديد عيدا للأم الأرض المعطاءة طوال العام من لحظة أن ينزل الغيث فتتلقى التربة فتنبت أزهارا ووروداً, ليتحول العام كله عام خصب هو الأم التي هي الأرض بتربتها المقدسة, وسماء غيث مدرار, وفجر بهي بزنينة المطر التي لا تنقطع مطر وشمس, حقول وسنابل, أقول لأمي: هذا اليوم لن احتفل بك لأنني احتفل بك العام كله, عند كل صلاة, عند كل ابتسامة, مع كل إشراقة شمس, مع كل شعاع يتخلل دفق المطر, للأم هناك في سوريا : أنتي الأرض التي ننتظر غيثك بلا حدود طوال العام فليكن العمر كله عيدك وفي فلسطين والعراق طوبى لك أرض تعطي ولا تبخل . لله الأمر من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا