(بلاك ووتر) القوة الهاربة

حسن الوريث

بعد فرار وهروب مرتزقة شركة بلاك ووتر من اليمن عقب تلقيها خسائر فادحة لم تكن تتوقعها أعلن مؤخراً عن استقدام مرتزقة شركة داين جروب الأمريكية للقتال بدلاً من البلاك ووتر وبعقد يبلغ ثلاثة مليارات دولار بحسب ما تم تسريبه في بعض وسائل الإعلام وخاصة عقب فشل الامارات والسعودية اقناع مسؤولي شركة بلاك ووتر بالبقاء في اليمن فاتجهوا الى هذه الشركة التي تعد المنافس الأبرز لـبلاك ووتر وتعتمد على تجنيد مرتزقة وإرسالهم لتنفيذ مهام عسكرية وقتالية في عدد من البلدان.
ويأتي لإعلان شركة بلاك ووتر انسحابها من القتال في اليمن إلى جانب تحالف العدوان الذي استأجر مرتزقة من كل بلدان العالم ليقاتلوا بدلاً عنه عقب تلقي مرتزقة بلاك ووتر خسائر فادحة في الأرواح حيث قتل منهم العشرات في تعز ومأرب وبعض المناطق ما جعلهم يفرون بجلودهم من اليمن ربما لأنهم لم يكونوا يعرفون أن هذه البلاد هي مقبرة الغزاة وقد سبقهم إلى نفس المصير كثير من الذين حاولوا غزو اليمن والاعتداء عليه لم يكن الرومان أولهم وبالتأكيد لن يكون الغزاة الجدد آخرهم مروراً بالفرس والأتراك والمصريين وغيرهم.
الإمارات والسعودية اشتروا مرتزقة بلاك ووتر ولأنهم يعرفون الشعب اليمني وقوته وصلابته فقد اشترطوا على هذه الشركة التي تبيع المرتزقة أن يتم الدفع بأقوى فرقة فيها للقتال في اليمن فبعثت لهم فرقة تسمى القوة الضاربة اعتقاداً منهم أنه ستحقق الهدف من استقدامها لكنها تلقت الهزيمة تلو الأخرى على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين لقنوهم دروساً لن ينسوها إطلاقاً وسيسجلها التاريخ العسكري والحربي لتستفيد منها الأجيال القادمة في كل أرجاء العالم فبالإمكانيات البسيطة والعتاد القليل استطاع أبناء اليمن التصدي لأقوى آلة حربية في هذا العصر من أحدث الطائرات والمدرعات والعتاد العسكري .
مرتزقة بلاك ووتر لم يصمدوا أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية وفضلوا الهروب والخروج بما تبقى لهم من عناصر حتى لا يخسروا سمعتهم التي بنوها خلال سنوات لأن الناس سيحولون أنظارهم عن هذه الشركة ولن يتعاقدوا معها مرة اخرى رغم المغريات الكثيرة التي حاولت الإمارات أن تقدمها لهم فهم يعرفون أن سمعة الشركة على المحك ولن ينفعهم أي أموال تدفعها لهم الإمارات والسعودية التي استقطبت هؤلاء المرتزقة وغيرهم للقتال بدلاً عنها لأنها لا تمتلك جيوشاً تحارب رغم ما تمتلكه من أسلحة وعتاد عسكري ضخم لكنه كما يقال كالسيف في يد العجوز كما أن بلاك ووتر خسرت خيرة مرتزقتها وقادتهم الذين كانت تفاخر بهم وبما قدموه في العراق وأفغانستان وغيرهما وبالتالي فالخروج أفضل وسيلة للحفاظ على البقية من عناصرها وفي اعتقادي أن شركة داين جروب ستحذو حذو نظيرتها البلاك ووتر وتعلن انسحابها لأنها لن تتحمل بالتأكيد الخسائر التي ستتلقاها من الجيش واللجان الشعبية كما انها ستعرف أن تلك القوى التي جلبتها إلى اليمن تخدعها على اعتبار ان هذه الدول لم تتجرأ على إرسال قواتها وجيوشها إلى اليمن لأنها تعرف المخاطر المترتبة على ذلك لذا فهي تستعين بهذه الشركات للتضحية بها لأنها تستلم مقابل لكن هذا المقابل لن يفيدها كما لم ينفع شركة بلاك ووتر وكل المرتزقة الذين جلبوهم إلى اليمن فانسحبوا .
الجيش واللجان الشعبية ومن وراءهم الشعب اليمني العظيم أثبتوا للعالم فعلاً لا قولاً أن اليمن هي مقبرة الغزاة وأن اي قوة مهما كانت قوتها وإمكانياتها العسكرية تنتهي أمام قوة إرادة هذا الشعب وصموده وبالتأكيد أن هذا الصمود وهذه الانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات كما جعلت بلاك ووتر تعيد حساباتها ستجعل العالم كله يعيد حساباته في هذا العدوان الذي لم ولن يحقق أي شيء ومن الأفضل لكل من شارك في هذه الحرب على الشعب اليمني أن ينسحب قبل أن يهزم ويخسر كل شيء ويصبح مثاراً للسخرية والتندر وأقترح عليهم جميعاً أن يقتدوا بشركة بلاك ووتر التي انسحبت بعد أن تلقت هزائم كبيرة وتحولت قوتها الضاربة إلى القوة الهاربة.

قد يعجبك ايضا