عذراً .. لنحترم سنن الكون ..!!
عبدالله الصعفاني
هذه البلاد الطيبة في امتحان صعب ينذر بانهيارات أكبر مالم يرتفع صوت العقل ويستبدل كل عِجل ( الخوار بالحوار والانفعال بالتفاعل ).
· ابدأ بهذا الاستهلال مستحضراً الخوف من تحذير ابن خلدون حيث لم يمت قبل أن يترك لنا القول الحكيم : ” عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والأفاقون والمتفقهون والانتهازيون ، وتعم الإشاعة ، وتطول المناظرات ، وتقصر البصيرة ، ويتشوش الفكر ” .. ولم يبقَ إلا أن يضيف وتستعر شتى صور الحروب والمواجهات بنظام الدفع المسبق .
· وجميل أن يكون بيننا من يبث روح الأمل مستشهداً بكون فرعون قد غرق وهو في أوج قوته وبأسه وغطرسته وجبروته .. لكن ذلك لا يغني عن المراجعة والأخذ بالأسباب احتراماً لسنن الكون وقواعده .
· وبوضوح .. لقد عرفنا كيمنيين ماذا قدم لنا جيراننا العرب من مفردات الفتنة والموت المحقق عبر صور عديدة ثلاثية بين ما يأتي من البحر واليابسة والسماء ، وصار علينا أن نعرف أيضاً ماذا قدمت لنا إيران من شتى صور الخداع حتى صار الشقيق العربي والشقيق المسلم روافع لكل ما من شأنه تدمير اليمن .
· توضيحاً للصورة.. تأملوا ما الذي جنيناه من السعودية وإيران ليس بحساب ما كان وإنما أيضاً بحساب ما أصبح .. وكما يفترض أن تحالف العدوان كان داعماً لليمن شاهدنا كم قتل وكم دمّر حتى أن الملاعب والصالات الرياضية والمعاهد التقنية المدمرة تعطي الانطباع عن قرار بأن لا يكون في اليمن شباب ولا عمال مؤهلون لمجرد دور ” الشقاة ” في بلدان الجوار .
· هذه واحدة .. أما الثانية التي عادها لما تكون قبل أن تصير واقعاً فهي إيران وما أدراك من إيران التي دفعت أحد المستائين من مواقفها لاستحضار عدمية علاقة عنتر بعبلة وكيف أنه لم يحدث الزواج ولم تتحقق السلامة من قصائد التشبيب .
· لقد قال الإيرانيون للعالم بأن صنعاء صارت العاصمة الرابعة في حوزتهم فجاء من يلتقط الفرية ويحولها إلى عدوان .. وحتى تكتمل الكذبة رأينا كيف تحولت اتفاقية دعم اليمن بالمشتقات النفطية الإيرانية إلى وعد عرقوبي ، وكيف تحول وعد توفير الطاقة الكهربائية إلى مجرد سحابة .. فضلاً عن اليد الإيرانية التي لن تقف مكتوفة فتكتّفت، وحكاية السفينة التي لم يعرف لها شاطئ في اليمن .. والمدهش أن العدوان اعتبر معركته في اليمن ضمن صراع إقليمي فيما الحكاية مجرد بروبجندا تضليلية.
· ثم أما بعد وأما قبل .
كما أن في الحرب مناطق نفوذ ومناطق اشتباك ومناطق آمنة وخطوط تماس وعمقا وحواضن وطوارد وجبالا وبحارا فإن للتحالفات ما يؤكدها أو ينفيها ، وهذا ما يجب أن نأخذه في الاعتبار اليوم وغداً وبعد غد .
· وحسبنا أن نرصد من الآن كل من يعطي اليمن من طرف اللسان حلاوة أو كما جاء في رائعة صالح بن عبد القدوس .