> أوباما يبدأ زيارة تاريخية إلى كوبا
متابعة/ قاسم الشاوش
يطوي الرئيس الأمريكي باراك اوباما صفحة الحرب الباردة بزيارة تاريخية يبدأها اليوم إلى كوبا بهدف فصل جديد من العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوبا وهي زيارة تعد الأولى لرئيس أمريكي منذ عام 1928م أي ما يقرب عن 88 عاما من القطيعة.
ويلتقي الرئيس اوباما خلال هذه الزيارة الرئيس الكوبي راوول كاسترو وكذا مقابلة معارضين سياسيين ورغم التقارب الأمريكي الكوبي إلا أن موضوع قاعدة جوانتانامو التي تطالب كوبا باستعادة هذه المنطقة الكوبية التي تحتلها أمريكا منذ 1903م بعقد إيجار إلى الأبد لن يتم تناوله في هذه الزيارة.
وأكد الرئيس باراك اوباما أنه رغم التغيير لن يحدث في كوبا بين ليلة وضحاها الا أن انفتاح الجزيرة سيعني مزيداً من الفرص والموارد للكوبين العاديين مضيفا: اعتقد أن أفضل طريقة لدعم المصالح والمبادئ الأمريكية وأفضل طريقة لمساعدة الشعب الكوبي في تحسين حياته هي عبر إقامة علاقات مع هذه البلاد وتطبيع العلاقات بين حكومتينا وزيادة الاتصالات بين شعبينا.
وفي هذا السياق قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما يعتزم أن يحدد ملامح رؤيته للعلاقات الأمريكية الكوبية في خطاب مهم يلقيه خلال زيارة تاريخية للعاصمة الكوبية هافانا تهدف إلى جعل انفتاحه على الغريمة السابقة لواشنطن “لا رجعة فيه”.
وقبل زيارة أوباما التي تستمر ثلاثة أيام عبر بن رودس نائب مستشار الأمن القومي عن أمله في أن يذاع الخطاب المقرر أن يلقيه أوباما يوم الثلاثاء “للشعب الكوبي” في جميع أنحاء الجزيرة وقال إن حكومة كوبا الشيوعية لم تبد أي اعتراض على ذلك.
لكن رودس لم يستطع أن يؤكد إن كان الخطاب الذي سيلقيه أوباما في جران تياترو (المسرح الكبير) الشهير في هافانا سيبث على وسائل الإعلام الرسمية الكوبية. وقال “سنرى كيف سيحدث ذلك.”
ويصل أوباما -الذي سيصبح أول رئيس أمريكي يزور كوبا في 88 عاما – اليوم الأحد وسيجري محادثات غداً الاثنين مع الرئيس الكوبي راؤول كاسترو يعقبها مؤتمر صحفي مشترك ومأدبة عشاء رسمية.
وقال رودس إن اجتماع أوباما مع معارضين كوبيين يوم الثلاثاء سيتضمن نشطاء بارزين اختارهم هو. ورغم أن قادة كوبا يعتبرون هذا النوع من الاجتماعات تدخلا في شؤون البلاد الداخلية فقد قال رودس إنه لا يرى سببا للاعتقاد بأن الحكومة ستمنع أي مدعوين من المشاركة.
وقال رودس “إذا حدثت أي معوقات لهذا الاجتماع فسنحدد موقفنا بوضوح شديد في هذا الشأن.”
وسيصل أوباما بعد أيام من إعلان إجراءات جديدة لتسهيل زيارة الأمريكيين لكوبا والسماح للحكومة الكوبية بالتجارة الدولية.
ويواجه أوباما اتهامات من منتقديه بأنه قدم الكثير من التنازلات من دون مقابل يذكر من زعماء كوبا وأنه أعلن النصر قبل أوانه.
وتصر إدارة أوباما على أن هذا التواصل سيعود بالنفع على الشعب الكوبي وسيفتح الجزيرة أمام الأنشطة التجارية الأمريكية رغم أن زعماء كوبا تقاعسوا عن تنفيذ إصلاحات اقتصادية. وفي الوقت ذاته فلا يزال الحظر التجاري المفروض على كوبا منذ فترة طويلة قائما وليس من المتوقع أن يرفعه الكونجرس في المستقبل القريب.
ومن ناحية أخرى رحبت كوبا بزيارة الرئيس الأمريكي وقال خوسفينوى فيدال رئيس قسم الولايات المتحدة في وزارة الخارجية الكوبية إن “الرئيس الأمريكي أوباما ضيف مرحب به”، مضيفا “سيتم استقبال الرئيس الأمريكي في كوبا بطقوس رسمية تليق بمكانة الدولة”، مشيرا إلى أنه سيتم استقبال الرئيس والوفد المرافق له بما يليق بمكانتهم.
واعتبر مجلس الكنائس في كوبا أن زيارة أوباما، أول رئيس أمريكي إلى كوبا في 88 عاما، “خطوة مهمة الى الامام” في تطبيع العلاقات، والتي يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي في البلدين وفي جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، وقال “كثير من الكنائس البروتستانتية والإنجيلية الكوبية ورثة لعمل المبشرين والكنائس الأمريكية، وأصبحت المؤسسات “جسر الصداقة” بين الكوبيين والأمريكيين للبحث عن تطبيع محتمل بين البلدين “.