رياض سلطان أمين الشهاب, طالب في الصف الثاني من المرحلة الابتدائية ، بالرغم من حالة أسرته المادية الصعبة إلا أنه يمتلك قدرة مذهلة على حفظ القصائد وإلقائها بصوت جهوري أمام جمهور غفير .
بصوته الجهوري أجبرني هذا الصغير على الإصغاء لقصيدة كان يلقيها في إحدى الحفلات الشبابية ، ووجدت نفسي أسير باتجاه المسرح معجباً منصتاً لهذا الصوت القادم من قلب المستقبل .
بعد أن انهي فقرته تمكنت من الوصول إليه وبينما كنت اسأله عن اسمه جاءت مشرفة الأنشطة المدرسية المرافقة له ، اكتفت المشرفة بإخباري أن رياض طفل موهوب وأن هناك شخصاً قام بتبني رياض وألحقه بالمدرسة على نفقته الشخصية وأعطتني رقماً للتواصل معه ، وعندما تواصلت مع هذا الرجل وأخبرته أني أريد الحصول على بعض المعلومات عن الطفل رياض لنشرها.. اعتذر بتواضع إنساني وترجى ألا أشير إليه وألا أنشر عنه أي مادة أو خبر, معللاً ذلك بأن الصحافة سلاح ذو حدين وأنه لا يريد أضواء على حساب هذا الطفل .
تحية إكبار وإجلال لهذا المجهول الذي يعمل الخير ويغلق سماعة هاتفه بوجه الإعلام بلطف وأدب وتواضع قل وندر أن نجد مثله ، الرجل الذي يدعم رياض ويشجعه ويموله ويجهز له المسرح ويترك الأضواء له بينما يقف بعيداً وكأنه لم يفعل شيئاً ، وتمنياتنا لرياض بمستقبل مشرق ومضي وحافل بالنجاح والتفوق .