يدعون الظلم وأيديهم تصافح العدو
عـاصم الشميري
تمثيل المظلومية امراً يعد سهلاً للغاية لكن تمثيل الرجولة والوطنية والشرف ليس سهل فالمواقف توضح كل شي، ما تسمى بالمقاومة وحليفتها داعش في تعز يدعون الظلم وان مليشيات الحوثي وصالح تقتلهم وتدمر مساكنهم وتحاصرهم لتوكل السعودية رفع الظلم ومناصرتها بالأموال.
في الحقيقة تعز ليست محاصرة إلا من ما تسمى بالمقاومة، ولا تنزف إلا بفعل داعش ولا تدمرها إلا السعودية،وفي هذه الحالة لا نستطيع إلا أن نعادي هذا الثالوث الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق هذه المدينة.
ليس هناك ظلم للمدينة إلا أن يحتلها داعش وتحكم سجنها المقاومة، ويقومان بتشويه سمعتها بمناظر السحل والصلب وقطع الرؤوس ولبس الأفغاني والتكبير في القتل وقبل ارتكاب الجرائم وبعدها.
الظلم للمواطنين الصامتين الذين يتضررون كل يوم الذين لا يجدون لقمة تشبع بطونهم الخاوية من الطعام، وتريح صدورهم الممتلئة بالهموم، الظلم ان يكون هناك من أبناء المدينة من يدافع عن الإرهاب ويرفع صور المعتدين ليقول “شكراً سلمان” الظلم أن يكون المظلوم داعش والظالم وطن، أن يكون الوطن آخر الهموم ومدينة تعز أولها، الظلم أن يختفي الطعام لتنقطع الحياة، وتحضر الذخيرة والسلاح ليستمر القتل، فأي ظلم أنتم فيه اليوم ومن الظالم والمظلوم.
الظالم من منع قوافل الإغاثة من دخول تعز ونهب المحلات التجارية ليقطع أرزاق العاملين فيها وسرق بيوت المواطنين الذين يتجرعون خسائر الحرب يوماً بعد يوم، الظلم أن يجلس شباب تعز خلف المتارس منتظرين ذخيرة السعودية وأموالها ليتحركون رافعين شعارات نصرت المظلومين قاصدين تحرير تعز..هاهي تعز اليوم تحررت كما يقولون وسيطرة القاعدة بقائدها الحسين بن علي قائد لواء الصعاليك المدعوم من السعودية بالمال والسلاح وبأميرها الحارث وعلى خطى معاذ المشمشة، فأين تعز اليوم وأين الثقافة منها تعز لم تصبح كما قيل عنها مدينة الثقافة كما هي اليوم مدينة للإرهاب ولا ظلم أعظم من ذلك.
من ظلموا مدينتهم بمساعدة المعتدين اليوم يدعون الظلم ويدعون النصر ويدعون كل شي وكل وقت وحسب حالته المادية، أن كانت الحالة يسيره فتعز تنتصر وان كانت رديئة فتعز تنزف وان كانت متوسطة فتعز محاصرة، وان جئنا للحقيقة فتعز ليست إلا مظلومة بكم أنتم يا أبنائها الذين تضعون أيديكم بأيدي المتعدين لتدميرها.