ست الحبايب
عبدالمجيد التركي
عيد الأم هو يوم رمزيٌّ فقط، فالأم لا يكفي العمر بأكمله للاحتفاء بها وتقبيل قدميها.. لأنها أم، والأم هي شمس الحياة وقمرها، وهي قنديل البيت والقلب والروح أيضاً.
الأم.. مفردة لا تقدر الأبجدية على احتوائها، ولا تستطيع اللغة إيصال دفئها، ولا تتَّسع لها المعاجم والقواميس.
لو خُيِّرت الأم بالحياة لها أو لطفلها لاختارتها لطفلها.. فأيُّ انحناءةٍ أمام الأمهات ستفي بفضلهن العظيم!!
كلُّ محبَّةٍ لا تكون لهنَّ هباء.. وكلُّ حياةٍ دونهن عدم.. وكلُّ نعيمٍ سواهن زائل.
هناك من يقول إن عيد الأم بدعة، لأن الصحابة لم يكونوا يحتفلون به!!
وهي نزعة جاهلية تجاه المرأة.. سواء كانت أماً أو أختاً أو زوجة..
هل بالضرورة أن يكون الصحابة هم المرجع في كل ما نفعله؟
الصحابة كانوا يدفنون النساء- قبل دخولهم الإسلام- وكان بعضهم ينتقص من قدر المرأة حتى بعد إسلامهم، فكيف سيحتفون بأمهاتهم؟
هل ينبغي أن نقيس كلَّ أفعالنا بالصحابة، رغم أننا في القرن الحادي والعشرين؟
نحن لم ندفن بناتنا، كما فعل الأولون، ولا ننتقص من قدر المرأة، ونقبِّل أقدام أمهاتنا، وأقدام بناتنا أيضاً.. ولا تَسْـوَدُّ وجوهنا حين تأتينا الطبيبة لتقول لنا إن المولود أنثى.
إن الإنصات لمثل هؤلاء، وهم يتحدثون عن بدعة عيد الأم، يجعل زائدتك الدودية تنفجر، فتخرج من المسجد وأنت تقسم ألَّا تعود إليه مرة أخرى.
سنحتفل بأمهاتنا كل يوم، ونقبِّل أيديهنّ وأقدامهنّ.. فالجنة تحت أقدامهن، وكل فريضة أو عمل أو نقوم به يبقى مُعلَّقاً ومرهونا برضا الوالدين، ورضا الأم من رضا الله.
صلوات الله وسلامه عليك يا أمي أبداً ما بقيتُ وبقي الليل والنهار.
magid71761445@gmail.com