عبدالرحمن مراد
جاءوا .. وكم قيل .. ما جاءوا وما نزلوا
يا دارُ كانوا هنُا .. بادوا وما رحلوا
هذا الترابُ على أجسادنا قدرٌ
جاء الغرابُ على مهلٍ وقد أَفلوِا
الشاربونَ دماءَ الناسِ من ترفٍ
والآكلونَ وما ملُّوا وقد أكلوا
كانوا رهاب الصَّدى .. ملَّت مسامعنا
في مخمل الدار ما ذاعوا وما قتلوا
تدري عَوارضُنا .. في صبرنا حجرٌ
تقودنا النّارُ أو يقتاتنا الأملُ
صنعاءُ صارت قُلوبَ الناس من ولهٍ
عظيمة القدر صوت الحق تشتعلُ
قالت قنابلهم: تفنى الحياة هنا
يقول عطانُ: هذا العرس فاحتفلوا
قيل الرياض على إرجافها عصرت
كل العناقيد .. هل مَلُّوا وقد ثملوا
تبقى المعارجُ حيتان مزخرفة
قيل انتظارُ وقد غنى بها الزَّللُ
نامت بوارجهم في بحرنا غرقاً
تدري الحقائق كم يضنى بها الخجلُ
صرواحُ يحمل من رومانهم أثراً
والجنُ يصهل في أوداجه الجبلُ
معارج الحق جاءت من بنادقنا
يزهو بها الشعبُ والأفراد والأزلُ
قالوا عروبتهم في (صحننا) اتحدت
طار الغراب وجاء الليلُ والطللُ
البوقُ يعلمُ ما في رملنا حجرُ
لكنه الحقُ يشجينا فيحتفلُ
تلك المساجدُ في ترتيل أوبتهم
حزنٌ ترمَّل في أبوابها الأملُ.
صنعاء .. فبراير 2015م