متى بدأ العدوان الحقيقي على اليمن؟!
معروف درين
لقد بات من المعروف للكثير من الناس والمتابعين والمهتمين بشكلٍ خاص أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال تمارس الوصاية على اليمن وتتدخل في جل شؤونه الداخلية ولعقودً طويلة مضت، وحين حاول اليمنيون الخروج عن تلك الوصاية ورفض هذا التدخل المشين لم يرقَ لإخواننا في الأسرة الحاكمة – وليس الشعب السعودي المغلوب على أمره – هذا الأمر وحاولوا الاستمرار في تدخلهم في الشأن اليمني وفي حياة ابنائه وبأكثر من طريقة وأسلوب إلى أن قرروا التدخل مباشرةً من خلال تشكيل التحالفات والاعتداء على يمن الإيمان والحكمة.
وإذا كان البعض يعتقد أن السعودية وتحالفها المشؤوم شنوا حربهم وعدوانهم على اليمن قبل عام تقريباً، فإن ذلك ليس بصحيح كون العدوان الحقيقي بدأ قبل ذلك بكثير وتم الترتيب له والتآمر على الوطن من الداخل ومن رأس الدولة وبعض العملاء سواء كانوا في السلطة أو من بعض الوجاهات الاجتماعية ومشائخ القبائل وضعاف النفوس الذين باعوا الوطن بثمنٍ بخس، حيث كانت المبادرة الخليجية التي رأينا فيها مخرجاً وانتقالاً سلساً للسلطة مدخل لهذا العدوان وهذا التدخل!!
قد يقول قائل كيف أن المبادرة الخليجية كانت البداية والمدخل للعدوان على اليمن وهي حافظت على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأركان حكمه آنذاك ومنحتهم حصانة من الملاحقة والمحاكمة داخلياً وخارجياً؟!
غير أن الحقيقة عكس ذلك كون المبادرة الخليجية اوصلت هادي إلى قمة السلطة من خلال انتخابات توافقية لمدة عامين كفترة انتقالية يتم بعدها أجراء انتخابات نيابية ورئاسية وخصوصاً بعد تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة ، وما أن انقضت العامين حتى تم التمديد له لمدة عام ليستكمل المخطط التآمري على هذا الوطن الذي رعاه وحفظه ووضع ثقته فيه.
نعم وبعد انقضاء التمديد لمدة عام لم يُنفذ شيء من مخرجات الحوار الوطني وظلت مخرجاته وقراراته مجرد حبر على ورق ودخلت البلاد في دوامة وصراع داخلي كان هادي جزءاً منه، ولم يعمل هادي لصالح الوطن ولو ليومٍ واحد فقد كان مجرد مُنفذ لأجندة خارجية وما أن وصل إلى سُدة الحكم إلا وباشر عمله التخريبي التآمري من خلال استهداف المؤسسة العسكرية بشقيها الأمني والدفاعي وذلك من خلال الهيكلة وما أدراكم ما الهيكلة!!
استعان هادي في تدمير المؤسسة العسكرية وإضعاف الجيش اليمني بخبراء أمريكان ومن الأردن الشقيق، حيث أفضت الهيكلة إلى تسريح جل القيادات والخبرات العسكرية والى تعطيل المنظومة الصاروخية والدفاعية وأجهزة الرادار وتحت أكثر من مبرر وأكثر من حجة سواء تلك التي ادعت تفكيك قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة الموالية لصالح وضمان حياديتها وعدم تأثيرها في المشهد الساسي فمزقها شرقا وغربا وسرح جل الخبرات والقيادات العسكرية وقام بتعينات من طرف واحد في هذا الجانب أو غيرها من المبررات الأخرى التي اوصلتنا إلى ما نحن فيه.
أي نعم بدأ العدوان الحقيقي على اليمن بوصول هادي إلى السلطة في 2012م وقيامه بهيكلة الجيش اليمني واضعافه بطريقة غريبة ومشبوهة خدمت الأعداء ومهدت لتحالف الشر بقيادة السعودية تدمير كل المنشآت والمصالح الخاصة والعامة ومحاصرة كل ابناء الشعب وقتل وتشريد مئات الآلاف, ولا يزالون مستمرين في عدوانهم الظالم في ظل صمت دولي مريب لم يسبق له مثيل على مر العصور، وبعد أن أنهى هادي مهمته قدم استقالته وفر هاربا ولكن إلى أسياده في السعودية ليتقاضى منهم مقابل ما قدمه لهم من خدمات جليلة في تنفيذ مخططهم الشيطاني الذي استهدف الأرض والإنسان على حدٍ سوى ولا يزال مسلسل الخيانة والارتزاق مستمراً حتى من قبل زعامات ودول كنا نحسبها اكبر من أن تنجر وراء السعودية وتآمرها على الأمتين العربية والإسلامية غير أن الدور سيأتي عليهم لا محالة ولن ينجوا بفعلتهم وظلمهم على شعوب المنطقة!!