المرأة العربية واليمنية في يومها العالمي

د.خالد محمد الكميم

هو اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام، وفيه يحتفل عالميًا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء والاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945م.وفي واقع وحاضر المرأة العربية تأتي المأساةقبل عقود كانت ما بين كفاحين: تحرري شاركت فيه الرجل كل هموم التحرر من الاستعمار ..
وحاضرا مأساة الاستبداد السلطوي في الحكم وفي كل الحالات عليها وعاتقها تقوم أيضاً رعاية وقوام حياة الأسرة
نعم هي المقهورة بفقد الولد والوالد والأخ والزوج في حروب ظالمة لم تكن هي صاحبة القرار فيها وحسبها الحزن والكرب منها
والعراق وسوريا ومصر وقبلهم فلسطين هم النموذج العربي المحزن !!!
وفي اليمن وحال المرأة سجل يا قلمي الحزين:
نصيبها محتوم من الحزن والجهد والتعب
مكلومة وثكلى بفراق كل غال .. فكم من دموع غالية سالت عامنا هذا !!! …
حيث غدت الحروب والدماء رخيصة على كل متأبط للشر لهذا الوطن
كتب عليها أن تعول وتتحمل تاليا أعباء ظلم غيرها وويلاته:فهي ربة البيت ومدير شؤونه والعاملة لجلب الرزق (في غالب المدن والريف)..
هي العاملة في المزارع والحاملة هموم الصغير والكبير (صحة ومرضا).
يومها حافل بالعطاء – المجهد – من الفجر إلى ما بعد العشاء (والريفية خصوصاً).
غلاء المهور جعل منها تجارة رخيصة تخالف الشرع والإنسانية
ربما امتهنت التسول للفاقة الحقيقة (ومعها بناتها وأبنائها).
العار والعرف السيئ يلاحقها في تحريم العمل  .. وهي الحرة في طلب رزقها!!
الجهل مركب لدى المجتمع في عيب مواصلة الدراسة (ولربما كانت الابتدائية خاتمة الشهادات)!!
الظلم الاجتماعي بنقص فهم الدين حاضر وبقوة في مجتمعنا اليمني وذلك بحرمان المرأة من حقها في الميراث العادل وكفرض رباني قبل أن يكون سببا لعفة إنسان من هون كرامته وعيشه في هذه الحياة !!
ولا نعمم على كل حال ..غير أن الحقيقة يجب أن تصدح .. والحلول لابد أن توضع ..
وليجعل كل إنسان ربه رقيبه في ضرورة الرفق بهن بل ورعايتهن .. فبل الخوف من سطوة القانون وسوط السلطان .
ومعه ومن باب الضمير الإنساني:
نوصي كل المعنيين – حكومة ومنظمات مجتمع مدني – في رسم سياسات وتشريعات تنهض بحال المرأة اليمنية.
وأن يتوقف العبث بالمزايدات السياسية حول حرية المرأة وأحقيتها في النصيب المفترض في قيادة العمل الوطني (إدارياً وسياسياً).
وقبل ذلك نوصي الخيرين بمضاعفة الجهود في الرعاية والكفالة الاجتماعية والعناية خصوصاً لذوي الإعاقة والمرضى والسجينات ..خصوصا وحال الحرب والعدوان قد ضاعف من مأساة حرائر اليمن.
حفظ الله اليمن وأمهات اليمن وبنات اليمن.
حق علينا هنا أن نتذكر هنا بإجلال الراحلة الكبيرة رمزية عباس الإرياني – الأستاذة التربوية ورئيسة اتحاد نساء اليمن والأمين العام لاتحاد المرأة العربية وأول سفيرة يمنية ..  خير من عملت لتحرير فكر وواقع المرأة اليمنية خلال نصف قرن.

أستاذ القانوني الدولي وحقوق الإنسان المساعد

قد يعجبك ايضا