لحظة يا زمن..مطاردة الآخر
طبيعة الموت لها سمة غريبة ، إذ تبرز إلى السطح في علاقات الحب في نفس الوقت الذي نشعر فيه بأننا ظفرنا بالحبيب، في ذات اللحظة التي تشعر فيها بأننا اصطدنا سمكة ضخمة وعند ذلك تظهر طبيعة الحياة – الموت- الحياة وتفزع كل فرد وتشتته، ويغوص الجميع حينئذ في الجحور محاولين الاختفاء ، الاختفاء عن الحبيب ؟
لا الاختفاء من امرأة الهيكل العظمي وهذا هو الهدف من الفرار والاختفاء، ولكن وكما سوف نرى أنه لا يوجد مكان للاختفاء فيه.
تذهب النفس العاقلة لاصطياد شيء ما في الأعماق لكنها لا تأتي به إلى السطح فقط بل تصدم به ولا تقوى على الوقوف أمامه.
المحبون لديهم شعور بأن هناك شيئاً ما يطاردهم، وأحياناً يعتقدون أن الآخر هو الذي يطاردهم، وفي الحقيقة أنه هو امرأة الهيكل العظمي .. وفي البداية حينما نتعلم أن نحب بصدق فنحن نسئ فهم العديد من الأشياء .
نظن أنها تطاردنا، بينما يكون قصدنا للارتباط بمخلوق آدمي آخر بطريقة خاصة، هو الذي يمسك في الواقع بامرأة الهيكل العظمي، ومن ثم لا تستطيع أن تهرب منا، فأينما يولد الحب سوف تصعد دائماً إلى السطح قوة الحياة ” الموت” الحياة دائماً تأتي.
وهكذا يوجد هنا الصياد وامرأة الهيكل العظمي وقد تشابكا وتعقدت خيوطهما.
هامش
لاريسابنكولا من كتابها “نساء يركضن مع الذئاب”.