زيادة أعداد النازحين يقابلها عجز في تقديم الخدمات الأساسية
القطاع الصحي أصبح عاجزاً عن تقديم الخدمات بسبب الدمار الذي لحق به والحصار الخانق على البلد
البيضاء / أحمد العزي العزاني
البيضاء هي المحافظة الأبرز التي لم تنل ما تستحق من تنمية وهي التاريخ المنسي وهي الموقع الهام الرابط بين ثمان محافظات، وهي إحدى محافظات الجمهورية التي تضرر المواطنون فيها بشكل كبير في مختلف مناحي الحياة جراء العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا، منذ ما يقارب العام، إلا أنها ومع ذلك لم تحصل على ما يعينها على تجاوز ما تعانيه ، أو اليسير مما تعانيه خاصة في جانب الوضع الإنساني المتدهور .
حول هذا الموضوع أجرت “الثورة” اللقاء التالي مع منسق الشؤون الإنسانية – مدير مكتب الشؤون الاجتماعية بالمحافظة الأخ طارق محمد أبو صريمة:
ما هي طبيعة المهام والأعمال والأنشطة التي تقومون بها على مستوى محافظة البيضاء ؟
– الحقيقة أننا نعمل من خلال التنسيق والمتابعة ورصد الانتهاكات والأضرار الناجمة عن الحروب والرفع بالاحتياجات وفقا للواقع الملموس ، كما نعمل على التواصل والتنسيق والمتابعة الحثيثة والمستمرة مع الجهات ذات العلاقة في جانب العمل الإنساني حسب احتياج المواطنين من الفئات المستهدفة ( النازحين –والأسر الأشد فقرا والمتضررين )بالإضافة إلى تواصلنا مع الوحدة التنفيذية لإدارة شؤون النازحين وذلك على مستوى المحافظة حيث ولانزال في طور العمل لإنشاء فرع للوحدة التنفيذية كما تجدر الإشارة إلى إننا قمنا بأعمال إنسانية بمجهود ذاتي وذلك من اجل أن تصل المساعدات إلى جميع الفئات المستهدفة بكل شفافية وحيادية ملتزمين في ذلك بمعايير العمل الإنساني (مبدأ الحياد ومبدأ الاستقلالية ومبدأ الشفافية )و ملتزمين ومتبعين بالقوانين اليمنية ومبادئ العمل الإنساني واللوائح الداخلية الخاصة بذلك، و نسعى إلى تفعيل دور المنظمات والجمعيات من اجل أن تقوم بدورها، كما وتجدر الإشارة إلى انه تم اعتماد مساعدات غذائية للشهر الماضي ويستفيد منها حوالي 44 ألف و963حالة تم توزيعها بإشراف السلطة المحلية ومكاتب التربية بالمديريات وهي مقدمة من منظمة الأغذية العالمية.
الوضع الإنساني
ماهو تقييمكم للوضع الإنساني على مستوى محافظة البيضاء ؟
– الوضع في المحافظة استثنائي حيث تقع المحافظة في قلب ثمان محافظات وهذا يتطلب جهداً اكبر كما لايخفى أن المحافظة عانت قبل العدوان على بلادنا في الوقت الراهن وكذا خلال فترة الحرب وهذا الأمر انعكس سلبا على الوضع الإنساني في البيضاء في شتى النواحي كما أن المحافظة تفتقر إلى دور المنظمات العاملة في هذا المجال.
كيف تنظرون إلى عمل ودور المنظمات والجمعيات العاملة في المحافظة ؟
– الدور الذي تقوم به الجمعيات والمنظمات في العمل الإنساني يكاد يكون منعدما باستثناء بعض الأعمال التي تقوم بها المنظمات غير الحكومية وان كان بالشكل الذي لايفي بالاحتياج ولدينا رؤية لتفعيل دور تلكم المنظمات والجمعيات حيث تقدمنا بمقترح إنشاء فرع للوحدة التنفيذية لإدارة شؤون النازحين.
حجم الأضرار
ماهو حجم الأضرار الذي قمتم برصده على مستوى البيضاء ؟
– الحقيقة انه ومنذ بداية العدوان كان له تأثير سلبي في عملية التنمية والحياة الإنسانية بشكل عام بالإضافة إلى تراكم القضايا وانعدام الأمن ووجودالثارات القبلية أما بالنسبة في أثناء الحرب فمنذ الحرب وإثنائها فهنالك جوانب كثيرة خصوصا التأثير على الوضع الاقتصادي حيث أصبح 80% من سكان المحافظة بحاجة إلى الغذاء والكساء والدواء حيث انه تم تصنيف محافظة البيضاء خلال العام 2013م بالمحافظة اليمنية الأولى الأشد فقرا، وفي جانب الغذاء فكما لايخفاكم أن المحافظة باتت مأوى للنازحين من كل محافظات الجمهورية نظرا لموقعها الجغرافي حيث تضم قرابة 15 ألف نازح من مختلف المديريات خصوصا في مدينة البيضاء ومدينة رداع حيث توجد نسبة كثيرة من النزوح خصوصا من المناطق الجنوبية نظرا لقرب محافظتنا من بعض المحافظات الجنوبية مثل أبين وعدن والضالع ولحج وكذا من المناطق الوسطى الضالع جبن والمناطق الشمالية بالإضافة إلى النزوح من مديرية إلى مديرية أخرى في نفس المحافظة وهذا يؤثر على الوضع بشكل عام في المحافظة بالإضافة إلى ازدياد حالات الفقر وكما لايخفى أن الضمان الاجتماعي لايغطي 30 % من احتياجات المحافظة حيث أن إجمالي عدد الحالات المعتمدة في الضمان الاجتماعي (41832حالة) وهي معتمدة منذ العام 2011م حيث انه لم يتم اعتماد أية حالات جديدة للضمان الاجتماعي وهذا ما يتطلب إعادة النظر في ذلك مراعاة للظروف الاستثنائية والعصيبة التي تشهدها البلاد كون محافظة البيضاء جزءاً لا يتجزأ من هذا الوطن وما يحصل يؤثر تأثيراً مباشراً على واقع المعيشة للمواطنين ، أضف إلى ذلك التزايد الكبير لأعداد النازحين والذين بلا شك يحتاجون إلى خدمات طبية واجتماعية وإنسانية بل وحتى تعليمية وهذا كله ومع ما تعيشه المحافظة من أوضاع يؤدي إلى زيادة الاحتياج للخدمات الأساسية ففي نهاية العام 2015م تم توزيع المساعدات الغذائية من قبل برنامج الأغذية العالمي واستفادت منها 37826حالة توزعت بحسب كشوفات الضمان الاجتماعي وهذا تسبب في حدوث ارباك لدى الأهالي والمواطنين حيث أن هنالك نازحين ومهمشين ومعاقين حرموا من تلكم المساعدات بحاجة إلى مثل هذه المساعدات وقد طالبنا من المنظمة بتغيير الآلية.
وبالنسبة للقطاع الصحي فهو لايقل أهمية عن باقي القطاعات الأخرى كونه الأساس في نمو المجتمع الخالي من الأمراض والأوبئة وهذا القطاع حصلت فيه أضرار وذلك في بعض الوحدات الصحية والمستشفيات الحكومية حيث دمر طيران العدوان مستشفى الشهيد سيف السوادي وهو المستشفى الحكومي الوحيد في مديرية السوادية ونظرا للأحداث الجارية فقد أصبحت المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية الحكومية عاجزة تماما عن توفير ابسط الإمكانيات بسبب الحصار الاقتصادي وانقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية فعلى سبيل المثال مستشفى رداع المركزي يمكنه استيعاب المحتاجين للخدمة الطبية والعلاجية من محافظات مجاورة وتم التنسيق مع منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية للنزول إلى هذه المنشأة وتم إجراء النزول في العام 2015 م وقد تم دراسة الاحتياجات اللازمة وأبدت المنظمة استعدادها لتوفير الاحتياجات ولكن لم يتم التنفيذ لأسباب لانعلمها ونحن نشكر منظمة أطباء بلاجدود على ماقدمته من أدوية للمستشفى ولدينا احتياجات صحية كبيرة يتوجب توفرها من اجل الارتقاء بالوضع الصحي في المحافظة، أما في مجال التعليم فهنالك أضرار تعرض لها القطاع التعليمي لاسيما من خلال استهداف المدارس حيث تعرضت مدرسة الخنساء للبنات بمدينة البيضاء للقصف من قبل طيران العدوان وغيرها من المدارس والمنشآت التعليمية التي تعرضت لأضرار تدميرية أثناء الصراعات والخروب القبلية وغيرها بالإضافة إلى الاحتياج للأثاث والمستلزمات المدرسية من معامل وأجهزة علمية حيث وهنالك كثافة طلابية في بعض المدارس، وبالنسبة لما يتعلق بالمياه والصرف الصحي فإن المحافظة بحاجة إلى مياه صالحة للشرب وتنفيذ أعمال شبكات للصرف الصحي في بعض المناطق بات ضرورة قصوى حيث أن مشكلة الصرف الصحي تتسبب في العديد من الأمراض الفتاكة وهنالك دور لبعض المنظمات التي ساهمت في دعم هذا القطاع حيث قامت بتنفيذ ودعم بعض المشاريع ومنها مشروع مياه خبزه بمديرية ولدربيع قيفة ونثمن تثميناً عالياً دور منظمة اليونيسف التي قامت بدعم وتمويل هذا المشروع والذي يجري تنفيذه إلى جانب دور المنظمة في بعض الأعمال التوعوية والأنشطة المتعلقة بحماية الطفولة.
استضافة النازحين
ما مدى تأثير العادات والتقاليد على طبيعة العمل الإنساني ؟
– مما لاشك فيه أن المحافظة لها خصوصية فيما يتعلق بالعادات والأعراف والتقاليد فعلى سبيل المثال النزوح لا يوجد لدينا مخيمات أو مدارس لإيواء النازحين حيث يقوم الأهالي باستضافة النازحين في منازلهم وهذا ما جعل المنظمات لا تهتم بالنازحين في هذه المحافظة بالرغم من أن الأعباء تكون متراكمة ونحن بحاجة لمخيمات للنازحين. المهمشون خصوصا القادمين من محافظة تعز وحرض .اللاجئون الأفارقة وهنا أود أن انوه إلى أن موضوع اللاجئين ووضعهم يحتاج إلى نظرة فاحصة وأدعو المنظمات الدولية العاملة في هذا الجانب إلى الاهتمام باللاجئين الأفارقة حيث ومدينة رداع تحتضن عدداً كبيراً منهم.
الصعوبات والحلول
ما هي ابرز الصعوبات والمشاكل التي تواجهكم وماهي الحلول من وجهة نظرك ؟
– من أهم المشاكل التي تواجهنا ضعف البنية المؤسسية للعديد من الجهات التي تعمل في المجال الإنساني، وكذا ضعف المساعدات الممنوحة من المنظمات لتغطية احتياج المحافظة، بالإضافة إلى الافتقار إلى نظام معلومات دقيق ، والظروف الاقتصادية الصعبة الناتجة عن العدوان وعدم توفير الموارد المالية والفنية لتنمية وإيجاد كادر يعمل في المجال الإنساني وصعوبة التنسيق بين المنظمات المانحة مع بعضها من جهة وبينها وبين الجهات المختصة في المحافظة من جهة أخرى، بالإضافة إلى جملة من المشاكل والنزاعات التي كانت في المحافظة قبل العام 2015م والتي ألقت بظلالها على واقع حياة الناس ومعيشتهم إضافة إلى ذلك تزايد أعداد النازحين القادمين من عدة محافظات وذلك بسبب العدوان السعودي على بلادنا الأمر الذي يتطلب إجراء مسح ميداني عن طريق الوحدة التنفيذية للنازحين والجهات المختصة لإنشاء قاعدة بيانات بالنازحين وذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين والمهمشين والأسر الفقيرة ويكون هنالك تنسيق لإيصال المساعدات بحسب الاحتياجات وزيادة نسبة حصة المحافظة من المساعدات والمعونات لكي تتناسب مع واقع الحال.
النهوض بالأوضاع الإنسانية
ما هي الكلمة الأخيرة التي تودون إضافتها في نهاية هذا اللقاء ؟
– إننا ندعو كافة منظمات المجتمع المدني العاملة في المجال الإنساني إلى النزول الميداني للاطلاع على واقع الوضع الإنساني في محافظة البيضاء وتوفير الاحتياجات اللازمة للمجتمع ولاسيما وان الوضع الأمني مستقر ونشكر تعاون قيادة محافظة البيضاء ممثلة بالأخ الشيخ علي محمد المنصوري محافظ المحافظة ونوجه رسالة شكر لمنظمة الاوتشا ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف ومنظمة أطباء بلاحدود والهلال الأحمر اليمني والوحدة التنفيذية لإدارة شؤون النازحين بصنعاء وكذا الجهات المتعاونة معنا على وجه الخصوص الجيش واللجان الشعبية والمحافظة بحاجة إلى تعاون الجميع لما من شأنه النهوض بالأوضاع الإنسانية.