البديل لـ ” التناحة ” الحزبية والجهوية ..!!
عبدالله الصعفاني
أجد نفسي مشدوداً إلى المصادر الإعلامية التي تحدثت عن انطلاق جولة جديدة للمفاوضات بين الأطراف اليمنية منتصف مارس الجاري, ففي ذلك تذكير بحاجة هذه البلاد لحوار يمني- يمني ينطلق من فكرة وطنية نغادر بها هذه الأوضاع التي فرشت الملاية للعدوان .
أعرف كما تعرفون موازين القوى القبلية والعسكرية وهذه الأموال التي تضخ من أجل التدمير ومن أجل التمزيق.. ولذلك لا نجاح حقيقياً دون فتح صفحة جديدة تبدأ بتفعيل حوار سياسي يجترح الأسباب الموجبة للاتفاق لأننا بكل وضوح نعيش – غير غطرسة العدوان وجنونه – أمام خيارين إما الحوار والاتفاق أو مواصلة عار الاحتراب .
في هذه اللحظة أتمنى لو كان في اليمن ميثاق للشرف الحزبي يكون حاكماً أخلاقياً نافذاً ضد هذه التناحة الحزبية والجهوية بعد الذي كان من الانصياع الأهوج الذي مارسناه في اليمن بذات التبعية العربية التي أعطت للأمريكيين شرعية نزع الشرعية ممن تشاء وإعطائها لمن تشاء !
ولن نغادر هذه الأوضاع المتوحشة دون تغليب ما يعزز الانتصار لفكرة الوطن واستعادة مفردات الوطنية والعيش المشترك وتذكر أنه في الاحتراب بين أبناء الوطن الواحد ليس هناك منتصر ، وأن الجميع مهزوم تحت مذبح أمة عربية صار فيه الحاكم المنتخب أو المُستفتى عليه وغير ذلك حاكماً بأوامر الخارج !
ولن أقدم طرحاً متماسكاً دون التذكير بالحاجة الجمعية إلى إدراك أن الحل يبدأ بإيقاف نزيف سفك الدماء بين أبناء الوطن لأنه وبوضوح هناك خطوط يمنية عريضة وهناك عدوان وهناك شطط وأرواح مسكونة بالتشظي وفقاً للقاعدة الحياتية من لا يقلق لا يرى الحقيقة، ومن يبيع مرة يستمرئ البيع .
وكما أنه ليس لأي تنازع على الشرعيات إلا الانتخابات وعدم الإخلال بجوهر العملية الديمقراطية فإن الشطط المذهبي المصطنع بالأموال وبالنفخ والعته التمزيقي الانفصالي لن يقود البلاد والعباد إلا إلى ما لا تحمد عواقبه، ثم أن كلفة الانتخابات بصرف النظر عن ملامح القوة والضعف تبقى أقل من كلفة الصراع ومتواليات الثارات والأحقاد التي تنتجها الصراعات .
أعواد الثقاب وبراميل اشعال الحرائق المذهبية مصطنعة، لكن الرهان عليها بالأموال متواصل بما ينذر بانقسامات وأخطار ماحقة وحقيقية حيث زاد التحريض على استباحة الدماء باستدعاء كل الحماقات .
بالمقابل فإن استخدام الورقة الانفصالية هو الآخر يدعو الحراك الجنوبي إلى التفكير في معنى استبداله بالقاعدة بفكرها الذي رأيناه مؤخراً في جريمة دار العجزة بعدن ، فهل يحتاج المسكونون بالتشظي إلى تذكيرهم بكيف صار الحراك الجنوبي أكثر المنكمشين في الساحة السياسية لصالح التطرف المتوحش بعد كل الذي مارسه من دوشة القول بأن الانفصال هو القضية ؟
وبحسب مراقب حصيف لقد ضحك تحالف العدوان على الحراك الجنوبي بمجرد خطبة لأحد عرابي الانفصال ” عبدالرحمن الجفري ” وإلا أين باعوم وابنه وأين الجفري وعلي سالم و علي ناصر ومحمد علي أحمد وأين أحمد بامعلم .. ثم لماذا ذابت القيادتان التاريخية والجديدة في كوب زوبعة الانفصال وشلالات الدم المسفوح؟