أحمد أبو منصر
قليلون هم الرجال الذين يعملون في مجال دعم الأندية الرياضية والشبابية دون من أو الوصول إلى مصلحة ومن هؤلاء يأتي الأستاذ يحيى علي الحباري ـ عضو مجلس الشورى ـ نائب رئيس مجلس الشرف الأعلى للنادي الأهلي بصنعاء.
هذا الرجل الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى له مواقف إنسانية عظيمة لا تنسى في حل الكثير من المتطلبات التي تستدعي وقوفه في الكثير من الأحيان فتكون له مبادرات شخصية نابعة من إيمانه الصادق والمخلص في خدمة الوطن وفي أي مجال.
فكم هي المواقف التي اطلعت عليها عن قرب وعلى سبيل المثال قبل ثلاث سنوات جمعتنا أمسية رمضانية في منزل الأخ أمين جمعان ـ رئيس نادي وحدة صنعاء حضر فيها الكثير من المسؤوليين ورجال الأعمال وحضر فيها أيضاً إداريي ولاعبي نادي وحدة صنعاء والأهلي.. وكما هي العادة يتم في هذه الأمسيات تناول العديد من قضايا الأندية والتفاهم حول حل وتقديم الدعم لتذليلها.
تصوروا وحده يحيى الحباري الذي يأتي دوماً جاهزاً لدعم نادي الأهلي والوحدة بإحضار شيكين مقبولي الدفع مباشرة.. ولا داعي لذكر المبالغ التي قدمها فهو دائماً يطلب منا نحن الصحفيين عدم ذكر ما يقدمه كون ذلك يعتبر واجباً حتمياً فرضه على نفسه.
في حين أصحابنا الآخرين من رجال الأعمال ولا داعي لذكر اسمائهم يعلنون عن تبرعهم شفهياً وبمجرد الانتهاء من الأمسية والأيام التي تليها تضيع الوعود وما تم الإعلان عنه في مهب الرياح.
ولنا على سبيل المثال حالة واحدة يمكن التطرف إليها وهي إعلان أحد رجال الأعمال في العام 2002م ومنتخبنا للناشئين بخوض مباراة مهمة أمام منتخب الكويت وهذه المباراة التي تأهل فيها منتخبنا إلى نهائيات آسيا ومنها إلى نهائيات كأس العالم.. خاض منتخبنا المباراة والملعب ممتلئ بالأمطار وإذ بنا نسمع المعلق الرياضي للمباراة يعلن عن إعلان أحد رجال الأعمال بالتبرع بعربة شفط المياه وعربة لاسعاف اللاعبين ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لا من شاف ولا من دري, بل وذهب وعد التبرع في مهب الريح أيضاً.
ليست المشكلة هنا حول نبش سلبيات الماضي لبعض رجال الأعمال في دعم الأندية, ولكن الأهم هو أن الأستاذ يحيى الحباري أصيب بوعكة صحية أواخر الأسبوع الماضي ولما للرجل من مواقف مشهودة ومشكورة وراسخة في قلوب الكثير من رجال الرياضة والشباب والشخصيات الاجتماعية فقد تسابق الجميع لزيارته في المستشفى الذي يرقد فيه فكان لإدارة أهلي صنعاء بكامل أعضائها أسبقية الحضور للزيارة ثم تلاهم لاعبو النادي الأهلي مباشرة.. أما الباقون من الشخصيات الاجتماعية والمسؤولين وكثير من نجوم الأندية ومحبي الحباري فكانت زيارة ملفتة جداً وسجلت حضوراً مشرفاً وجعلت الأستاذ يحيى الحباري يتماثل للشفاء بصورة مشجعة نتيجة شعوره بهذا الحب الكبير من قبل الكثير من زواره.
وهنا أقول كل ذلك الاهتمام والتقدير لشخصك يا أستاذ يحيى لم يأت من فراغ لأنك أنت من صنعت وفرضت هذا الحب في قلوب محبيك بمواقفك المشرفة والمشكورة مع كثير من أندية العاصمة ومع معظم النجوم الرياضية, فالجميع لا ينسى موقفك الإنساني الرائع مع ظروف وحالة المروحوم الكابتن علي الحمامي الصحية والمعنوية كنت أنت النبراس في تبني وتذليل كافة الصعوبات التي واجهها, كذلك موقفك مع العديد أيضاً من النجوم كأحمد زائد وعلي حاج قاسم نجمي منتخب الطاولة عربياً وآسيوياً ونجمي التسعينيات من الأهلي المحويتي (الموس) والزراحي ومن نادي شعب صنعاء بصحتك لا زالت في الذاكرة في تذليل وحل ومعالجة الكباتنة من شعب صنعاء وجواد محسن وعادل مقيدح والكالا.. بل أن كثيراً من الإعلام الرياضي يشيدون بمواقفك والآخرون في المجالات الأخرى ولا يقل شأناً عن دعمك للشباب والرياضة.
أرجو أن يكون بمواقفك هذه التي تسجلها لك والتي تمثل عبرة وقدوة للأعمال الإنسانية التي تحسب لك هي التي جعلتك محط هذا الاهتمام والاحترام والتقدير.
كل الأمنيات لك بالشفاء العاجل ويكفي إنك من الرجال الوطنيين المخلصين الذين فضلوا البقاء بين محبيهم داخل الوطن ولم تفكر يوماً بترك الوطن في هذه الظروف التي تعيشها اليمن وهذا من وجهة نظري يعتبر وسام شرف في صدرك وترفع لك القبعات تقديراً لهذا الموقف الشجاع, رغم أنه كان بإمكانك المعالجة في أرقى مستشفيات العالم لكن الوطن يعيش في نبضات قلبك فلقلبك كل الحب والشفاء ولك الأمنيات الخالصة بخروجك سليماً معافى.
Prev Post