ن …..والقلم المديرة تاما !!
عبد الرحمن بجاش
المديرة , أو السيدة , أو ذات القبعة , أو واكاياما , أو اليابان حيث الناس يبكون , يبكون وفاة السيدة المديرة حاملة القبعة , من تحيي المسافرين في محطة القطار التي أسميت باسمها, حضر جنازتها الصحفيون والفنانون, وساكبو دموعهم عليها الجمهور الياباني, ومسئوولو الاقتصاد الذين قالوا أنها كانت بتحيتها من على ذلك الكرسي !!! , ماتت السيدة تاما القطة الأشهر في واكاياما اليابانية حيث عينت من قبل إدارة السكة الحديد مديرة لها, توفيت وبكاها اليابانيون في نفس اللحظة التي يُقتل الناس هنا بالمجان , وما حدث في عدن يصيب النفس بالفجيعة , بل لا تدري كيف تعبر عن نفسك وأنت ترى الأبرياء يموتون هكذا لأن أحدهم قرر أن يقتلهم , وليس هناك فرق بين قتل وقتل , فإهدار النفس البشرية يعني قتل الحياة سواء بسكين أو بقذيفة أو بصاروخ , كله قتل للحياة , ولا فرق بين أن تقصف أناسا أبرياء وهم نائمون لأنك تبحث عن إبرة في كوم قش , أو تقتل بنات درهم القدسي الخمس بكاتيوشا , لكن أكثر القتل بشاعة أن تدخل إلى دار للعجزة وتقتلهم وتقتل من يقدمون لك خدمة إنسانيه لوجه الله لا لوجه الشيطان الذي يطل برأسه كل صباح على حياتنا . ما حدث في اليابان من تشييع وحزن وتكريم للقطة تاما هو روح الإسلام الحقيقية , ما حدث هو حقنا , لكن الفتاوى والفتاوى المضادة أضاعته في زحمة التعصب والأنا !!! . ((السيدة تاما اسميك الآن المديرة الأبدية لمحطة القطار تكريما لك)) , هكذا خاطب روحها السيد مدير محطة القطارات في واكاياما , فيم كان الحاضرون يبكون ويتمنون أن ترقد روحها بسلام ,في 2007م نصبت مديرة لمحطة القطار وظيفتها إلقاء التحية على المسافرين مرتدية قبعة جميلة , فألفوها, ووصلت شهرتها إلى السياح الذين كانوا يتوافدون على محطة واكاياما لرؤيتها , والذين ذرفوا الدموع حزنا عليها , كانت تجلس هناك مهابة جميلة لطيفة تحييهم , وكأنها تراقب الكون كله لطفا وجمالا !!! , قالوا انهم سيفتقدونها كثيرا , (( كانت محبة للجميع وتعمل باجتهاد )) قالت سيدة يابانيه وهي تذرف الدمع عليها !!! : (( أتمنى أن ترقد بسلام )) قالت مسافرة أخرى وهي تبكي (( سأفتقد طلتها بالقبعة الجميلة ))الورود والقبعات والشموع وضعت بجانب المكان التي ووريت فيه الثرى , وقلوب اليابانيين التي اشتهرت بينهم ترفرف عليها , والزوار من كل حدب وصوب يأتون للمكان تكريما للسيدة تاما , أو المحطة أو واكاياما أو اليابان , كانت المحطة على وشك الإفلاس لولا ((تاما)) , فقد ساهمت كما تقول الاحصاءات بـ 9 ملايين دولار رفدا للاقتصاد المحلي , بين يدي فيديو سجل فيه مراسم جنازتها المهيبة وعشرات كاميرا المصورين الصحفيين تطل على الجميع صورتها بالقبعة والوسام !! , اطلبوا الحكمة ولو في اليابان , نحن من سيبكي علينا حتى نحن لم نعد نبكي علينا من كثرة الدم الذي يسفك وتعودناها , لله الأمر من قبل ومن بعد .