استطلاع/ اسماء حيدر البزاز
آلاف الأسر فقدت معيلها ويتمت أطفالها، عشرات آلاف من الأطفال يعيشون قصصاً وحياة مأساوية بعد رحيل آبائهم إلى كنف التراب نتيجة الحرب ومواجهة العدوان، شهداء تركوا أبناءهم في عمر الزهور مسؤولية المجتمع الاهتمام بهم ورعايتهم وأسرهم ولا نتركهم بين نارين، نار الحرمان ونار الفاقة والجوع، وبين هذا وذاك تتجلى الروح الإيمانية في قيمة العطاء والإحسان والبذل والوفاء لهؤلاء الابرياء من واجب ديني أولاً ووطني ومجتمعي، علماء ودعاة يتحدثون عن ذلك الواجب والفضل والجزاء في سياق الاستطلاع الآتي .. نتابع:
* البداية مع العلامة زياد الصوفي والذي استهل حديثه بالقول:
إن الإحسان إلى هؤلاء الايتام وأبناء الشهداء لفضل عظيم يظفر به صاحبه في الدنيا والآخرة، وبقدر الحال والمستطاع يكون البذل إليهم والعطاء وما أعظمه من عطاء حين ينال شرف فاعله جزاء كبيراً ليفوز برفقة النبي في الجنة، وما أكثر هؤلاء الايتام اليوم حيث لا يخلو حي ولا حارة منهم نتيجة هذا العدوان الذي استهدف أرواح الشهداء بكل وحشية .
وتابع مستطرداً: فضل الإحسان إلى الايتام بقول الله تعالى (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) وعن ابي هريرة: إن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قسوة قلبه، فقال له: إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم.
جوانب عدة
من جانبه أوضح العلامة محمد الحسني: إن الإحسان إلى الأيتام لا يقتصر على الجانب المادي والمالي فقط بل هو عطاء متكامل بقدر المقدرة والاستطاعة سواء من الجانب النفسي أو العاطفي أو الاقتصادي حيث لكل ذلك أثره ووقعه على نفس اليتيم وحاله وهو ما علمنا له رسولنا الاكرم صلوات الله عليه وآله وسلم وقال: إن للإحسان إلى اليتيم فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة منها صحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة وكفالته صدقة والرفق به والمسح على رأسه يرقق القلب ويزيل عنه القسوة وبهذا فإن الإحسان دليل على محبة نبي الرحمة والإنسانية ويزكي المال ويبارك فيه.
طريق النجاة
فيما تحدث العلامة سلطان الزبلي عن الأجر العظيم الذي يستحقه كافل اليتيم ومن ذلك ما بينه نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبه قال: كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر، والغالب في اليتيم أن يكون مسكيناً، وهناك أحاديث كثيرة وردت في فضل رعاية اليتيم ومنها قول الرسول الكريم :أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى، وأي منزلةٍ أفضل من ذلك.؟ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم على رجل يشتكي قسوة قلبه (أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك و تدرك حاجتك).
مزايا جليلة
وتحدثت الداعية إيمان النجدي، جامعة القرآن الكريم وعلومه، عن عظمة الإحسان إلى الأيتام بالقول: إنها تعود على صاحبها بالخير الجزيل والفضل العظيم في الحياة الدنيا والآخرة وتساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهية وحفظ لذرية الكافل وقيام الآخرين بالإحسان إلى أبنائه وإكرام اليتيم دليل على محبة الرسول كونه عاش يتيماً وتجعل البيت الذي فيه اليتيم من خير بيوت المسلمين ومصاحبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة وتدل على طبع سليم وفطرة نقية وقلب رحوم وترقيق القلب وإزالة القسوة عنه وتزكي مال المسلم وتطهر وتعمل على زيادة في رزق الكافل.
ومن فضل الصدقة على اليتيم أيضاً الجنة وصدق الإيمان وآخر بعد الموت ومحبة الناس له وانتصار على الشيطان وسعة صدر صاحبها وسترها عيوب العبد وكنز لصاحبها يوم القيامة وبوابة لسائر أعمال البر وإطفاؤها الخطايا وتكفيرها الذنوب وعلو شأنها ورفعة منزلة صاحبها وظل له يوم القيامة وقايتها للمتصدق من البلايا والكروب وزيادة في الرزق وتعظيم في الأجر ومضاعفة ثوابها ووقاية من العذاب وفيها حسن الظن بالله, وطريق للظفر بمحبة الله ورحمته ومصاحبة النبي في الجنة.