حقوقيون لذرّ الرماد

عبدالرحمن غيلان
أغلب المنظمات المدنيّة العاملة نظرياً في اليمن أشبَعنا روّادها حديثاً عن الشراكة المجتمعيّة وعن المدنيّة وعن الإنسانيّة بمعناها المتساوي والعامر بالحقوق المكفولة للجميع.. غير أنّ الحقيقة هي ذرّ الرماد في العيون. والاختلاف سنّة البشر في هذه الحياة.. لكن أن نجد الحقوقيين والداعين للألفة المجتمعية وللدفاع عن حقوق الإنسان يقفون هذا الموقف السلبي إزاء عدوانٍ شامل على الوطن ويختلفون على أبسط المسائل الإنسانية والتي هي أرقى ما يكون مُلازماً لحريّة الفرد وحقه الاجتماعي.. ويجيّرون مواقفهم باعتبار انتماءاتهم السياسية والإنتفاعية ومدى علاقتها بتلك الحقوق وموقفها الأيديولوجي أو المصلحيّ بالأصح فتلك هي الطامة الكبرى. والحقيقة أنّ غالبية من يدّعون انتماءهم للعمل المدنيّ يحتاجون إلى دوراتٍ مكثّفة ترفع من منسوب الإنسانية بضمائرهم.. وتُعيد لقلوبهم نبض الوطنية الحقّة، وتدفع بالقرويين الأكثر نظافةً روحيّة والأكثر عزيمة على التعايش في أن يتتلمذوا على أيديهم ليأخذوا فكرة التسامح والسموّ من طينة الحقيقة لا من الملازم النظريّة والفعاليات المموّهة. للأسف نحن أمام عدوان يجتاح البلد من أقصاه لأدناه في حلقاتٍ بغيضةٍ متتابعة.. ونحتاج إلى كلّ فكرةٍ إنسانية جادة تعمل على تعرية العدوان وعلى لملمة الجراح لا فتقها.. وتعمل على تجاوز العثرات لا بعثرتها.. فهل سيفعلها المتشدّقون بتنظير الحقوق لنخرج من كوابيس الحاضر؟ أم سينتظرون دعماً ماديّاً يُحدّد طريق ما تبقّى من بشريّتهم الغارقة في التماع المصالح الضيقة!.

قد يعجبك ايضا