تساءلت الكاتبة الأردنية البارزة “دانه زيدان”: لا أدري كيف يستطيع البعض النواح على المعتدي وتجاهل المُعتدى عليه.. ؟ وكتبت في مقال قائلة: “بينما تتحفنا دول الخليج بأسباب تارة مادية وأخرى نفسية تمنعها من استقبال اللاجئين السوريين، تقوم بتشريد سكان اليمن والاعتداء على أرواحهم وممتلكاتهم عن طريق عدوان عسكري لم نشهد له أي نتائج سوى حصد أرواح المدنيين”، ثم قارنت ذلك بممارسات إرهابيي كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب لفلسطين .
وأضافت “دانه زيدان” تقول: خرج علينا “أحمد عسيري” المتحدث باسم القوات المشارکة بما يسمى “بعاصفة الحزم” عبر قناة “ONTV” ليؤکد بأن أعمال العاصفة منظمة ومجدولة. مما يدفعنا للتساؤل هل الهدف من هذه العملية تدمير البنى التحتية لصنعاء، وقصف منازل المدنيين، وحصد أرواح أطفالهم الذين لا تأخذ صورهم حيزاً في وسائل الإعلام الموالية ولا نجد بواکي لهم؟
مذيع القناة أبدى أسفه وحزنه على أرواح الجنود المشارکين بالعدوان على اليمن والذين قضوا منذ أيام.
وأتبع هذه التعزية سائلاً العميد بکل حماس “هل باتت عملية تحرير صنعاء وشيکة؟” .
لا أدري کيف يستطيع البعض النواح على المعتدي وتجاهل المُعتدى عليه؟ وأي منطق وأي إنسانية بهکذا موقف؟ وأتساءل کثيراً کيف يقوى أولئك على الخلود للنوم بعد مشارکة منشور يترحمون فيه على أرواح المعتدي ولا يذکرون ضحاياه من أطفال ونساء ورجال عزل؟؟! .
يبدو أن عدوى “العاصفة” انتقلت حتى للأطفال، فغسيل الدماغ الممنهج لتصوير المعتدي على عاصمة عربية بالبطل القومي وتمجيده وصل حتى للحقائب المدرسية، حيث انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لحقائب کُتب عليها “عاصفة الحزم” وتحمل صورة طائرة عسکرية محاطة بأعلام الدول المشارکة في العدوان على اليمن.
لا أفهم دوافع إقحام الأطفال بهذا الصراع المعقد والعميق.
أليس من الواجب احترام طفولتهم وبراءتهم بدلاً من زرع أفکار دموية وعدوانية في أذهانهم؟ ترى هل سيفهم أولئك الذين في عمر الورود الأسباب الطائفية التي “تبرر” سفک دماء جيرانهم؟ وأليس من الواجب أن تُصرف هذه الأموال والجهود لنشر ثقافة الحب والتسامح بدلاً من زرع ثقافة العنف والرفض للآخر؟
وبماذا نختلف عن الکيان الصهيوني الذي جعل أطفاله يرسمون على الصواريخ قبل أن تُطلق لقتل المدنيين في غزة، حين يحمل أطفالنا حقائب مدرسية تبارک قصف أطفال الجوار؟
قد يعجبك ايضا