عبد الحليم سيف
أكثر من ساعة أمضاها الحضور يوم الاثنين الماضي في جاليري صنعاء بديوان عام وزارة الثقافة من الذين لبوا دعوة صندوق التراث والتنمية لمتابعة ” الصباحية الفنية” ..وكان عنوانها.. “الرقص الشعبي اليمني”.
وفي هذا الاطار ألقى الفنان المعروف علي المحمدي محاضرة شيقة تناول فيها بإيجاز مكثف مجمل ما يحيط بالرقص الشعبي اليمني واتساع نطاقه وتنوعه وغناه مشيرا إلى أن بلادنا تمتلك تراثا فنيا عريقا لا يستهان به.
وقدم المحمدي العديد من المصطلحات او المفردات الفنية في المجال الموسيقي والرقص..ومن مفردات الرقص مثلا الحركة والايماءة والإيقاع ..وبدون الإلمام بوظائف وخصائص هذه المفردات يستحيل بلوغ التذوق الفني وتفاعله من قبل الجمهور .
وكشف المحمدي في سياق حديثه عن معلومة قد لا تكون معروفة لدى الكثيرين وهي تتصل بالرقصة الصنعانية.. والتي تتكون كما ذكر من ثلاثة إيقاعات مختلفه تبدأ بالدعسة والوسطى والسارع.. والإيقاع الأخير الذي يسمى السارع هو إيقاع يافعي ..مشيرا إلى وجود انطباع شائع ومغلوط لدى الناس مؤداه أن رقصة البرع صنعانية فقط وهي غير ذلك.. فهناك البرع المطري والبرع السنحاني والبرع المهري..وسواها وإن الفارق يكمن في بداية الأداء .
وتوقف المحمدي أمام الرقصة الزبيرية التى تنتمي الى إحدى مناطق الحجرية في تعز. وأكد أن الزبيرية رقصة قديمة لكنها للأسف لم تنل حقها من الإهتمام وإبراز ايقاعاها من قبل كبار فنانينا..
إلا أنه استدرك موضحا أنه التقى الفنان الكبير عبد الباسط عبسي خلال الأسبوع المنصرم في صنعاء للبحث في كيفية ايجاد مشروع مشترك لإحياء رقصة الزبيرية .
تجدر الإشارة إلى أنه قد رافق المحاضرة تقديم نماذج من الرقصات بدءا بالتهامية فالتعزية ثم الصنعانية والعدنية مرورا بالصعداوية فالحضرمية والبيضانية وصولا الى اللحجية وكانت مسك ختام هذه الفعالية التى تألق فيها الرقص الشعبي .
ما لفت نظري وأنا اتطلع إلى وجوه الحاضرين انني لاحظت معظمهم مشدودا يتابع باهتمام غير عادي وكأنه لأول مرة يسمع فنانا يشرح كل رقصة وتميزها وقوة حركتها او تلك التي تتطلب لياقة بدنية عالية من قبل الراقصين. مع العلم ان بينهم -اي الحضور- من يرقص في مناسبات الاعياد وحفلات الاعراس ..سألت من كان بجانبي: أراك مندمجا تحب الرقص.؟..
فرد بقوله: ” نعم… تخيل ما رأيته وما سمعته اليوم بدا لي جديدا.. ارقص مع الأصدقاء لكن عرفت اليوم ماذا تعني كل حركة وتصفيقة”.
ووسط تصفيق الحضور اعجابا تنتهي الصباحية الفنية بنجاح.