القاهرة/
قال نائب المبعوث الأممي الليبي ورئيس بعثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بليبيا علي الزعتري إن الأزمة الليبية “متدحرجة للأسوأ” وأن أي تدخل عسكري أو اقتتال داخلي بالأراضي الليبية سيفاقم من الأزمة الإنسانية فيها ويؤدي إلى مزيد من التشرد والدمار.
وأوضح الزعتري أن هناك 435 ألفًا أو يزيد من النازحين داخل ليبيا و250 ألفًا أو يزيد على الأغلب من المهاجرين أو اللاجئين القادمين من البلاد المحيطة بها فضلا عن أكثر من مليونين و400 ألف محتاج للغذاء والعناية الطبية.
والزعتري هو نائب مارتن كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ويشغل منصب رئيس البعثة (اليونسميل) التي أنشئت في سبتمبر 2011م بقرار من مجلس الأمن الدولي.
وأضاف في مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء أنه من 650 إلى 850 ألف مواطن ليبي يحتاجون إلى خدمات مياه وصرف صحي أفضل وتقريبًا 97% من المحتاجين إلى مساعدة إنسانية فيها بحاجة إلى حماية مجتمعية كافية، مشيرًا إلى “أزمة إنسانية متفاقمة” لا سيما في بنغازي.
ولفت إلى أنه تصله أسبوعيا من جانب منظمات غير حكومية ومن الهلال الأحمر الليبي طلبات للتدخل الإنساني، مضيفا “للأسف الشديد، الموارد المالية المتاحة حتى الآن قليلة فكيف لنا أن نتصرف وقد وصلنا حتى الآن 4 ملايين و400 ألف دولار بينما المطلوب حوالي 166 مليون دولار (اي ما نسبته 2.6 %). الطلبات تتعاظم والتمويل قليل مما يعني حتما أن هناك مزيدا من المعاناة الإنسانية في ليبيا”.
وحول ارتباط إنهاء الأزمة الإنسانية بتشكيل حكومة وفاق، مضى الزعتري بالقول إن “حكومة الوفاق الوطنية ضرورة من أجل نقل الأمور في ليبيا نحو بر الأمان ووقف التشرذم السياسي والانفصام الإداري الحاصل بين الشرق والغرب وجمع الإدارات المختلفة تحت إدارة واحدة”.
واستدرك “لنفترض جدلا أنه لو لم تكن هناك حكومة وفاق وطني -ونحن نتمنى أن تتشكل- فهذا لا يعني أن تتوقف العمليات الإنسانية ولكن يجب أن تستمر سواء كانت هناك حكومة أو لا وأيضا سواء وجدت حالة استقرار أمني وعسكري أو غير ذلك. نحن نعمل على وقف إطلاق النار في بنغازي لأن هذا يعني سلامة المدنيين من الضربات العسكرية”.
وعن التدخل الغربي وتوجيه ضربة عسكرية أمريكية ضد تنظيم داعش في ليبيا، قال الزعتري “أعلم أن الاقتتال خاصة عندما يتعلق بالمدنيين، يعني مزيدا من التشرد والدمار”، مضيفا أنه “من البداهة أن أي تدخل عسكري أو اقتتال إذا طال المدنيين فستكون له تبعات سلبية. المسألة الملحة الآن هي معالجة سريعة للأزمة الإنسانية في ليبيا”.
وكانت ليبيا شهدت ضربة جوية أمريكية مؤخرا قالت إنها استهدفت معسكرا تدريبيا لتنظيم داعش قرب صبراتة وإنها لن تكون الضربة الأخيرة، وفق بيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بيتر كوك.
ودعا الزعتري “الجميع إلى تمويل خطة الإستجابة الإنسانية لأنها وسيلة لتوفير المساعدات وسواء تم ذلك عبر مؤتمر أو عن طريق الأمور العادية التي نعرفها فنحن مستعدون لذلك”.
وفيما يخص إمكانية وقف أعمال الإغاثة الإنسانية في ليبيا خلال شهرين كأحسن تقدير، أوضح الزعتري “لا نستطيع في ظل عدم وجود موارد لفترة طويلة. قد نضطر إلى أن نقول خلال شهر أو شهرين على الأكثر إننا سنقوم بوقف الأعمال الإنسانية في ليبيا لأن الموارد غير موجودة”.
ودعا الزعتري المجتمع الدولي إلى أنه “كما ساعد ليبيا على الاستقلال في عام 2011م أن يساعدها على إنهاء خطتها الإنسانية في عام 2016م لتكون خطة عام 2017م هي الأعمار”.