اسلحة أمريكا .. الأخطر
علي أحمد جاحز
لا نضيف جديدا حين نقول أن اليمن يتعرض منذ ما يقارب العام لعدوان تديره أمريكا وتقوده السعودية ويشارك فيه مرتزقة سواء كانوا على شكل افراد أو دول، وما يجب ان ندركه ونعيه جيدا ان اليمن يواجه فصلا من فصول مخطط أمريكي خطير يجري تنفيذه في المنطقة العربية كلها ، ولن تكون السعودية ولا ” الدول المرتزقة ” بمنأى عن أن يطالها المخطط ويذيقها من نفس الكأس الذي تذوقه حاليا العراق وسوريا وليبيا واليمن .
الجديد في الأمر أن أمريكا باتت تباهي بما فعلته وتفعله وستفعله وتتحدى وتضحك وتسخر وتستهتر ، تباهي بما فعلته بسوريا والعراق واليمن وليبيا ، وهو عمل استخباراتي عسكري أدى إلى تدمير تلك الدول مستخدمة في ذلك أدواتها وأسلحتها النوعية الجديدة ” داعش والقاعدة ” الثنائي الارهابي في صورته الميليشياوية او في صورة الدولة المتمثلة بالسعودية .
مايكل هايدن رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق ، صرح مؤخرا لقناة ( CNN)الأمريكية بأن بلاده تمكنت من إزالة اربع دول عربية من الوجود هي سوريا والعراق وليبيا واليمن ، وأنها اشتغلت على جبهتين الأولى جبهة استخباراتية من خلال صناعة داعش والقاعدة وتحريكهما وتمويلهما وتسليحهما ، والجبهة الأخرى عبر الجيش الامريكي الذي يأتي ليقصف ويتدخل في قرار تلك الدول بذريعة محاربة الارهاب ، وكشف هايدن أن بلاده تفعل ذلك في سياق تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد .
بالطبع لم يكن هايدن يقصد أن يفشي أسرار الجهاز الاستخباراتي الذي كان يرأسه ، عصيانا منه او تنكرا لبلاده او مكايدة لقيادة امريكا ، فهذا أبعد ما يكون عن المنطق والواقع .
الحقيقة أن رئيس الاستخبارات السابق مكلف بتسريب هذه المعلومات – المعروفة لدينا – بغرض الاعلان عنها والمباهاة بالانجازات التي أنجزتها الولايات المتحدة إلى الآن ضمن مسلسل مخطط الشرق الاوسط الجديد ، وباعتراف هايدن نفسه ، وامريكا تقول عبر أحد أهم رجالها أنها ماضية في مشروعها التدميري التفكيكي وان أدواتها وأسلحتها الجديدة ذات فاعلية عالية في تنفيذ المخطط .
امريكا تتحدى وتسخر من العرب بكل وضوح ، ولم يأت ذلك من قبيل الحماقة أو الغرور ، بل من ثقتها بأنها تمتلك الأدوات الطيعة ، وبالقدر الذي تتحدى المحور الممانع لمشروعها ، فإنها أيضا تراهن على ان أدواتها السعودية وداعش والقاعدة وتحالفهم ، باتوا في أكثر حالات الانسياق والانصياع والطاعة لها ، الأمر الذي سيمكنها من تحريكهم نحو اشعال الحروب في هذه الدولة وتلك ، دون تفكير أو تحفظ ، وتحت عناوين خطيرة تجعل الحرب تبدو كما لو انها مجرد صراع طائفي أو عرقي أو مناطقي ، وهذا أخطر أسلحة أمريكا .
من المهم والضروري أن نعي أننا مقبلون على حروب جديدة تسعى امريكا أن تشعلها بيد السعودية ودواعشها في كل مكان، ولن تنتهي تلك الحروب مادامت أدوات أمريكا لم تدرك أن النار التي تشعلها هنا وهناك ستصل اليها وستذكيها امريكا سعيا لاكتمال مشروعها التفكيكي المعتمد على الفوضى الخلاقة طامحة في تشكيل الشرق الاوسط الجديد الذي تريده .
للمسؤولين :
أغلقوا هواتفكم ، وأقلامكم
وأبوابكم ، وابتساماتكم
في وجوه المساكين
وتذكروا ..
وجه الشهيد