التربية والتعليم بوابة المستقبل !!

أحمد عبدالله الشاوش
ما أحوجنا اليوم بعد أن تكالبت علينا الأمم وصرنا كغثاء السيل إلى إحياء منظومة القيم وتفعيل مكارم الأخلاق في كل مجالات الحياة الدينية والدنيوية قولاً وعملاً ، بعد أن تمرد السواد الأعظم على تلك المبادئ والمثل السامية والجواهر النفيسة التي كفلت التعايش وحافظت على روابط الأسرة والمجتمع اليمني الواحد باعتبارها قاعدة صلبة للبناء ونقطة انطلاق نحو المجتمع الفاضل الذي تسوده المحبة والإخاء، والصدق والوفاء ، والتكافل والنماء والاستقرار وإطلاق الطاقات الخلاقة والارتقاء إلى العليا، بعيداً عن مسكنات وادعاءات الوصاية الإلهية وصكوك الغفران وبيع الأحلام وتزييف الحقائق.
مازلنا معشر اليمانيين بحاجة ماسة إلى ثورة ” أخلاقية” على مناهج التربية والتعليم التي أوصلتنا إلى هذا الهوان ، بعد ان زلزلت نسيجنا الاجتماعي وصدعت البيت اليمني وهمشت العقول النيرة وكالت لها أصنافاً من التهم ودمرت ما تبقى من الأخلاق والأحلام المشروعة .
وطالما تواصل مسلسل الانحطاط والإغواء الممنهج ، لابد من ثورة حقيقية تعصف بأساليب التربية الأسنة والمناهج العلمية المهجنة والملوثة الخارجة عن فطرة وحكمة الإباء والأجداد والمجافية للواقع وروح العصر ، ولابد من وضع أكثر من علامة استفهام حول العملية التعليمية وقياداتها الفاسدة والمفسدة والمدير الذي تحول إلى مخبر والمعلم الذي صار مجرد أداة سياسية وبوق أيدلوجي ، خائن للأمانة ، وناقضاً للعهد ، ومعولاً للهدم بإغواء التلاميذ والطلبة وتحويل المدارس والجامعات والمعاهد والمساجد العامة والخاصة إلى قنابل موقوتة وأحزمة ناسفة وخطب نارية و ساحات للفوضى والصراخ ، تفجيراً للأوضاع بعد تسويق الكراهية والمذهبية والمناطقية خارج اطار العقل والمنطق والأخلاق ، رغم صراع البعض الآخر من نجوم التعليم في مقارعة تلك الأساليب المشينة.
ولذلك لم يستقم أو يستقر الوضع ما لم يسارع جميع الشرفاء وصفوة المجتمع والقدوة من كل التيارات السياسية والمتخصصين والمثقفين والعلماء والأكاديميين بعد انتهاء الصراع الدائر وتوقف العدوان الجائر ورفع الحصار والولوج إلى تسوية حقيقية لإرساء الأمن والسلام وجبر الخواطر إلى أحادث عملية ” تغيير” وسرعة الإطاحة بمعاول الهدم واعتماد برامج وخطط عصرية بعيدة عن الأهواء السياسية والايدلوجيات المظللة التي غرست الفتن وسوقت أجيالاً تحمل ثقافة العنف ولغة الخوف ونبرة التشكيك وصناعة الخلاف والأوهام والنزوات الشخصية ، لانتشالها من حالة الموت السريري المثير للجدل ، وبناء جيل جديد محصن ، إنقاذا للأجيال القادمة وترسيخاً للدولة المدنية الحديثة البعيدة عن ثورات الربيع العبري الزائفة التي كانت أحد منتجات التربية المنحرفة والتعليم المفخخ الذي أفسد كافة شؤون الحياة وشنق أي طموح وحطم كل أمل ، وعندها سيتمكن الجميع من تصحيح وغربلة ما لحق بمناهج التربية والتعليم من تشويه واستنساخ وتهجين سرطاني جسد كارثة حقيقية، ومتى ما صدقت النوايا واستلهمنا الدروس ، حل الأمن والاستقرار والسلام وانطلقنا إلى الآفاق .

قد يعجبك ايضا