متى مجلس الأمن يتحمل مسؤوليته؟؟

أحمد الأكوع

مجلس الأمن هو أداة الأمم المتحدة التي تضطلع بالمسؤولية الأولى عن المحافظة على السلم والأمن الدولي وكما تنص المادة 24 من الميثاق، إذ تقرر أنه للرغبة في أن يكون العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة سريعا وفعالا يعهد أعضاء تلك الهيئة إلى مجلس الأمن بالتبعات الرئيسية في أمر حفظ السلم والأمن الدولي وكلهم يوافقون على أن هذا المجلس يعمل نائبا عنهم وذلك في قيامه بواجباته التي تفرضها عليه هذه التبعات وقد تلى هذا التفويض تعهد أعضاء الأمم المتحدة في المادة 25 التي تنص على قبول ما يتخذه مجلس الأمن من قرارات وتنفيذ هذه القرارات وفقا للميثاق وهو في الحقيقة يتحمل مسؤوليته إزاء اليمن ويلاحظ أن مجلس الأمن حتى الآن لم يقم بواجبه في حل القضايا كما هو المؤمل فيه بل أن القضايا مثل الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن وهي طرف في الحرب في اليمن وعرض النزاع على مجلس الأمن تطبيقا لأحكام الفصل السادس وللفقرة الثالثة من المادة 52 من الميثاق وهي الخاصة بحل النزاع حلا سليما لم تمنع أمريكا من الاشتراك في التصويت في هذا النزاع وذلك حتى لا تكون حكما وخصما في آن واحد ولكنها هي التي توجه المجلس وتفرض حكمها على قراراته وهذا العمل لا يجوز بموجب الميثاق وما كان لأمريكا أن تخضع مجلس الأمن لنفوذها خاصة وهي تدعي أنها راعية حقوق الإنسان ورائدة الديمقراطية ففي مجلس الأمن أظهرت وجهها القبيح بما تبديه من المجاملة والانحياز إلى طرف المعتدي انحيازا كاملا واليمن يدمر بدون وجه حق ويلاحظ أيضا أن ميثاق الأمم المتحدة لم يفرق في التحريم بين الحرب العدوانية وغيرها فكل حرب في حكمه أي الميثاق محظورة سواءً كانت حرب اعتداء تشنها الدولة للحصول على مزايا أو تحقيق مطامع لاسند لها في القانون أو كان الغرض منها حسم نزاع قائم لم يصل طرفاه إلى تسوية بالطرق السلمية وهناك حالة واحدة فقط تكون فيها الحرب مشروعة وفقا لأحكام الميثاق ولا تقع في نطاق التحريم المنصوص عليه فيه وهي الحرب التي تدخل فيها الدولة مضطرة دفعاً لاعتداء واقع عليها بموجب المادة (51) من الميثاق ولم يتخذ مجلس الأمن أي قرار لصالح اليمن الذي يواجه العدوان الجوي لما يقرب من عام كامل وقضى هذا العدوان على الأخضر واليابس وكأنه لا وجود لمجلس أمن وأمم متحدة تدافع عن المظلومين بالقانون.
هيكل..!
بعد سنوات من المعاناة والعمل الشاق والدؤوب والقلق والهم مع مهنة المتاعب مات هيكل حيث لم يقم صحفياً عربياً أو أجنبياً بما قام به هيكل من الإخلاص والتفاني في خدمة الصحافة بالإضافة إلى معاصرته لعدة أجيال من الملك فاروق حتى السيسي، فكم أفاد هيكل بعلمه عشرات الآلاف من الصحفيين والسياسيين والمثقفين وكم ترك هيكل من الكتب القيمة التي اخلص فيها كل حياته وقدم لمصر وللعرب كلما يفيدهم ولن ننسى موضوعه الأسبوعي الذي كان يكتبه بعنوان “سي الحبيب” وهو حول أبو رقيبة الذي دعا في مطلع الستينيات إلى الحوار مع إسرائيل وقد كنت أسمع عنه وأنا طفل صغير وحتى عرفت هيكل وسجلت حواراته ونشرتها في صحيفة الجزيرة المستقلة.. وهكذا كان هيكل قلعة علم شامخ يستفيد منها كل الصحفيين وكل المثقفين وكل السياسيين ولم نشعر أو نعلم أن هيكل قد باع قلمه بالمال بل ظل حريصاً على قلمه والحفاظ على مهنته ولذلك أحبه الكثير من الصحفيين وغيرهم، فرحم الله هيكل وأدخله فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
شعر:
شعر في بلال بن رباح
وقل لبلال العزم من قلب صادق
أرضا بها أن كنت حقا مصليا
توضأ بماء التوبة اليوم مخلصا
به تلق أبوب الجنان الثمانيا.

قد يعجبك ايضا