اعتبروا بالماضي

بشار الزمزمي

بشير الجميل وأنطوان لحد و”جيش لبنان الجنوبي” وإيلي حبيقه وسمير جعجع، جاؤا على ظهر دبابات “الميركافا” الإسرائيلية وبغطاء جوي إسرائيلي، وفُرِض الجميل رئيسا على اللبنانيين وبانتخاب مجلس النواب الذي أحضروا نوابه للتصويت وبالقوة !.
كانت الدبابات الإسرائيلية تتجول في بيروت الغربية بعد أن أخرجوا المقاتلين الفلسطينيين بالاتفاق الذي رعاه المندوب الأممي حينها فليب حبيب.
إنطوان لحد كان مسيطرا في الجنوب ومعه جيش منظم، وتديول بشير الجميل على ٤ شوارع في الأشرفية وبيروت الغربية لعدة أسابيع !.
كان الجنود الاسرائيليون قد صاروا في شوارع بيروت الغربية، يأكلون شاورما ويدفعون الحساب بالشيكل (العملة الاسرائيلية) !!.
تخيلوا إسرائيل هذه وبعظمة أمريكا والغرب من خلفها وخذلان الاتحاد السوفيتي (سابقا) وتخلي كل العرب – بإستثناء سوريا واليمن حينها – عن لبنان والفلسطينيين لدرجة أن فليب حبيب كتب في مذكراته أنه عندما عرض على المسؤولين السعوديين استقبال بعض الفلسطينيين المبعدين من لبنان “توجمت وجوه المسؤولين السعوديين وكأني قدمت لهم شطيرة لحم خنزير”!.
طيب وبعدين .. خرجت إسرائيل من كل لبنان و بالقوة، وولد حزب الله من رحم مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وبعد أن كانت إسرائيل تدخل لبنان بجيشها كنزهة، أصبحت الاَن تفكر ألف مرة قبل أن ترسل قوات إلى حدود لبنان الجنوبية !.
أين انتهى مصير بشير الجميل؟.. هل حمته اسرائيل وهي من فرضته رئيسا؟!. نفضوه بتفجير مع كل قيادات حزبه، وإنطوان لحد مع مرتزقته من جيش لبنان الجنوبي هربوا إلى اسرائيل، وإيلي حبيقه تم تصفيته في 2002 م”لحقه”، وسمير جعجع حبس في 1994 م وخرج من السجن بعفو عام 2005م.
قولوا لهادي وعلي محسن و”جيش الشرعية” الموالي للسعودية والمقدشي وبحاح، لو كان ممكنا لكانت اسرائيل الأقدر على فعل هذا في لبنان منذ عقود لكنهم جربوا و”ما سبرش”!.
على الأقل كان الكيان الصهيوني يقاتل تحت راية وزير دفاَع (شارون) سفاح مجرم صحيح، لكنه محنك ويقاتل برجاله وبالمرتزقة. أما أنتم فآخرتكم تقاتلون تحت قيادة واحد يقولون عنه في الصحافة العالمية “مهفوف ساذج متعجرف”!.
مرتزقة “جيش الشرعية” الموالي للسعودية سيكون مصيركم كمصير مرتزقة “جيش لبنان الجنوبي” الموالي لإسرائيل. أم تظنون أن الجيش السعودي الذي يموت جنوده بـ “ضربة شمس” أو “جراء سقوطه من عربة” أو بـ “الاختناق”؛ هو من سيحارب عنكم؟!!.
لذلك فإنه ينتظركم مصيركم، وسيكون أشنع وأفظع ممن انتهجتم نهجهم !.

قد يعجبك ايضا