ســــر الانتصــــار
الحسن بن علي
مع بداية التسعينيات أخذ يتنامى نشاط الوهابيين التكفيريين وأدواتهم الإرهابية المسلحة وخاصة التيار الرجعي الوهابي التكفيري في (محافظة صعدة) أحد أهم معاقل الزيدية اليمنية، حيث حاول التكفيريون والإرهابيون في الانتشار والتغلغل تحت يافطات زائفة منها (السلفية) و (السُّنية)، وذلك في سعي حثيث للقضاء على الهوية الثقافية اليمنية العقلانية المتحررة وإحلال الخطاب الوهابي الرجعي التكفيري محلها، ولذلك بزغ (تنظيم الشباب المؤمن) الوطني الثوري بزعامة حي الشهيد (حسين بدر الدين الحوثي) ووالده إمام الفقه والاجتهاد، بهدف الحفاظ على المذهب الزيدي وإظهار اعتداله واستنارته، كذا القضاء على الظلم ومحاربة الطغيان والفساد والحفاظ على السيادة اليمنية وتحقيق العدل والوحدة بين اليمنيين خصوصاً والمسلمين عموماً، إعمالاً لأهم مبادئ الزيدية، وهي (الثورة على الحاكم الظالم الفاسد) و(العدل “الاشتراكية الإسلامية” والتوحيد “عدم تقديس الطغاة”) و(المنـزلة بين المنـزلتين “عدم التكفير”)، الأمر الذي اقتضى، بدوره، مقاومة الأطماع والهيمنة السعودية في اليمن والمد الوهابي الرجعي التكفيري و(الإخواني = التجمع اليمني للإصلاح) و(حزب الرشاد السلفي = الجناح السعودي الوهابي) التابعين لها وأدواتها التي استخدمتها ولا تزال لتحقيق أطماعها التوسعية في اليمن والقضاء على الثقافة الإسلامية المستنيرة في بلادنا وإحلال الخطاب الوهابي الظلامي محلها. وقد حظي (تنظيم الشباب المؤمن) بدعم معظم الجماهير الشعبية اليمنية، الأمر الذي أدى إلى تحول التنظيم المجدد من نواة وطنية إسلامية إلى حركة ثورية شعبية شاملة تحارب الطغيان والفساد، وتتبنى تحقيق السيادة الوطنية اليمنية والحفاظ عليها والتخلص من الهيمنة السعودية الوهابية، الأمر الذي استلزم القضاء على مراكز قوى الطغيان والفساد في الداخل اليمني، وإعلان القطيعة مع أمريكا وإسرائيل والدول الأعرابية الرجعية التابعة لهما وفي مقدمتها المملكة السعودية، والانحياز لمنطق الحرية والثورة والتقدم ومعسكر الممانعة الوطني والثوري في العالم العربي.
وهنا يكمن سر انتصارات الحركة.