الشهيد لطف القحوم فارساً ومنشداً !

وأنت بإزاء بعض النماذج من الشهداء يختلط لديك المعنى الديني والوطني والإنساني للشهادة،
عهدنا الزوملة تعبيراً عن عصبية القبيلة في مواجهة قبيلة أخرى أما زامل يعبر عن وطن فهذا لا يكون إلا تعبير عن سلوك وطني في مواجهة من يهدد وطنك ، وحين يكون الزامل في إطار الدفاع عن الوطن ضد عدوان بحجم هذا العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني الذي لم يبق ولم يذر فإنه بالتأكيد عمل وطني بل وإنساني بامتياز مهما برر  المصطفون مع جبهة  مملكة داعش من جهابذة الحداثة والحداثوية وعباقرة نظرية (السياسة مصالح ) للعدوان !!؛
وأزعم أن منشد هذا القسم :
حن قلبي للجرامل والأوالي
والله إن العيش ذا يحرم عليَّ
هذا القسم الذي حرم صاحبه على نفسه أن يعيش حياة الذل والمهانة  والخضوع  لتحالف العدوان الهمجي  يأتي بين أهم الأصوات اليمنية التي واجهت هذا العدوان الوقح !! ،
منذ أن ترجل الفارس لطف القحوم بجسده  لترحل روحه إلى بارئها وأنا كلما استمعت إلى نشيد من أناشيده شعرت بكربة شديدة ليس حزناً عليه فلا حزن على من فاز بالشهادة مؤمنا راضياً مطمئناً بل ينتابني مزيج من المشاعر التي لا أستطيع وصفها فكم هي المشاعر التي كثيراً ما يعجز الإنسان عن وصفها .
تكررت لدي هذه المشاعر ؛
عند وصول جثمان الشهيد إلى مقبرة الحشحوش حيث تم موارات جسده ومرت الجنازة وأنطلق صوت الشهيد عبر الميكرفون بإحدى روائعه  !!!،
إنك حين تستمع إلى صوت الشهيد وتنظر إلى ملامحه وابتسامته وتتأمل مسلكه في حياته وإصراره على المضي نحو معارك التصدي للعدوان ورقصاته اليمانية الأنيقة التي يؤديها وعلى كتفه بندقيته والجنبيه في يده تدرك إلى أي حد كانت روحه الوثابة هائمة في عشق الشهادة وفي الشوق إليها ، نعم كان  يثق بأنه على موعد مع الشهادة دفاعاً عن وطن استمرأ بني سعود حالة التبعية التي أوصله اليها نظام الفساد والإرهاب المنظم إرهاب الدولة والجماعات الإرهابية التي كانت الدولة  الفاشلة متحالفة معها !؛
كانت عيناه دائماً ترنو إلى الأفق وحين ينشد تشعر بأن صوته الشجي ينتشلك من عالم إلى العالم الذي يعشقه .
نادراً ما ينتابك مثل هذا الشعور ، إنه شعور يرتبط بمدى صدقية الروح التي ينقلها الصوت الذي يحمل الكثير من المعاني،
حين تستمع إليه تدرك الفرق بين الصوت مجرد الصوت وبين الصوت المتماهي مع الفعل الخلاق الذي يشحذ الهمم ويقوي العزائم ويقيناً أن الصوت إنما هو صاحبه  همة وعزيمة ، صاحب هذا الجسد النحيل والصوت الشجي الفياض بالمشاعر يحمل روحاً من فولاذ العشق الإلهي النبيل التواق إلى الشهادة في سبيل المبدأ الذي يؤمن به ،
بمثل هذه الأرواح الشابة النبيلة يتعمق عندك اليقين بأن اليمن ستستعيد كرامتها واستقلالها وحريتها وسيادتها التي سُلبت في ظل حكم الفساد والإرهاب الذي حكم اليمن خلال العقود الماضية !!!
أذهب إلى حيث تهوى
أذهب فربك الباقي أقوى
من تخاريص الطغاة
ومن عتاة الأرض
أذهب فموعدك الخلاص من الجحيم
أذهب فإن الصوت بعضٌ منك
والمواويل التي صدَّرتها عشقاً
هنا عنوان بعض من خلود ..

قد يعجبك ايضا