السعودية الوهابية وإذكاء الصراعات في اليمن
الحسن بن علي
من يدقق في العمليات الإرهابية التي نفذت في اليمن وخاصة في محافظات عمران وصنعاء والعاصمة والضالع وعدن وتعز وغيرها من المدن اليمنية بالرصاص والانتحاريين الملغمين والسيارات المفخخة والحرق والعبوات الناسفة.. الخ سيلاحظ أن دوافع القتل وإن كانت تبدو مذهبية طائفية إلا أنها في حقيقتها كانت ولاتزال تصب في خدمة استمرار سيطرة المملكة السعودية الوهابية على اليمن وبقاء عملائها في الحكم واحتكارهم السلطة والثروة وإباحة الوطن للأطماع السعودية وتعتبر بعض المحافظات اليمنية أنموذجا واضحاً لمحاولة فرز الناس على أساس مناطقي وطائفي مذهبي أهل حديث وسنة وشيعة زيدية أو روافض … الخ وكان ولا زال كل من يمت بصلة الدعم والتأييد لأنصار الله أو زيدي أو هاشمي أو شافعي أو صوفي ولا يوالي الإرهابيين والتكفيريين أو يقف ضدهم يتم اغتياله حتى لو كان ينتمي إلى جماعة أو حزب سياسي لا يجمعه جامع مع أنصار الله.
لقد أثبتت التجربة اليمنية أن التعصب الطائفي والمناطقي الذي تنفخ في كيره قوى الاستعمار والرجعية بقيادة المملكة الأعرابية السعودية هو الأكثر خطورة على وحدة المجتمع وتآزر مكوناته البشرية وإذا ظهرت بوادره أصبح فعلها فعل النار في الهشيم، وتأتي على الأخضر واليابس وبذلك تعرقل حركة الثورة والتنمية التي لا تقوم إلا على الجهود الجماعية لكل المواطنين بمختلف طبقاتهم وفئاتهم وطوائفهم ومذاهبهم ويستمر ضعف الوطن وإباحته للطامعين من الغزاة والمحتلين وتبعية الشعب لأعدائه ولقد رأينا كيف أن الارتزاق السياسي والمنطق الطائفي والتعصب المناطقي قاد عدداً كبيراً من قادة الأحزاب الاشتراكي والناصري وغيرهما إلى مستنقع العمالة وتفضيل الغازي والمحتل السعودي والإماراتي والسوداني والبلاك ووتر والسنغالي والبريطاني على الثائر الوطني اليمني.