محمد النظاري
لم يعد صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة مثقوباً فقط، بل تعددت ثقوبه واتسعت، حتى تساقطت منها موارد المستحقين وبنسب مختلفة، وما نخافه أن يصبح الرياضيون والنشء والشباب في يوم ما مدينون له، ويعملون من أجل راحة من فيه.
آخر الثقوب كان من نصيب وزارة المالية ومصلحة الضرائب، حيث أصدرت تعميماً بخصم نسبة 15% من الدعم الذي يقدمه الصندوق لدعم الأنشطة الشبابية والرياضية اليمنية، بدلاً من النسبة السابقة التي كانت 2% وقد تم البدء بتنفيذ الخصم، على بعض الاتحادات ولم يبد ممثلو الاتحادات أو الأندية أي اعتراض على هذا الإجراء.
عدم قانونية الخصم كون منظمات المجتمع المدني معفية من أي ضرائب ورسوم وفقاً للقانون رقم 1 لعام 2001م المادة 40 من القانون، كما أن الأحرى بالحكومة إجبار كل الجهات بتوريد ما عليها من التزامات للصندوق، وتصريفها بحسب القانون.
القانون في بلادنا يراعي منظمات المجتمع المدني ويعفيها من أي ضرائب أو رسوم، كما أن هذه الخصومات ستؤدي بانخفاض موارد الصندوق وميزانية الاتحادات بنسبة 15% مايقارب 800 مليون ريال وفقاً لموازنة الصندوق لعام 2015 م وهذه المبالغ ستخصم من دعم الرياضة وسيكون تأثيرها على الأنشطة وأداء الاتحادات والأندية.
ينضم هذا الخصم لقافلة الخصومات السابقة، حيث يذهب للسلطة المحلية 30% والطب الرياضي ومكاتب الشباب 4% والنفقات الجانبية الخاصة بالصندوق والوزارة التي تصل إلى ما نسبته 31% من موارد الصندوق من واقع دراسة البيانات الإحصائية لحسابات ختامي الصندوق للسنوات السابقة ليصل إجمالي الخصم إلى 80% وما سيتبقي هو نسبة 20% فقط .
تصوروا معي تضاؤل المبلغ بسبب الثقوب ليصل إلى 20% وهل سيفي هذا بالتزامات الاتحادات والأندية أم لدعم وصيانة البنية التحتية الرياضية المدمرة بشكل شبه كلي .
يعني الخراب حل وعم، فالعدوان دمر رياضتنا بمنشآتها، وثقوب الصندوق ستقوم بالباقي..الصندوق من الآن وصاعداً بحاجة ماسة لتسخير كافة المبلغ لإعادة إعمار البنية التحتية الرياضية وإقامة الأنشطة الداخلية..
أما الاتحادات التي ترى بأن عليها الاستفادة من فوائد السفر السبع، ما عليها إلا إيجاد مصادر تمويل من الاتحادات القارية والدولية، والعذر جاهز: نحن بلد دمرته الحرب وأفرغت موادره.
فقط أريد من الوزارة وإدارة الصندوق أن تقول لنا هل مدت يد المساعدة لكثير من الرياضيين الذين فقدوا أهاليهم وبيوتهم ومصادر رزقهم، أم أنها جاهزة فقط لتسفير منتخبات للسياحة لا غير.
نسمع في كل مؤسسات الدولة عن حالة تقشف وقد بعضهم شد الحزام للآخر.. لا سفريات لا حوافز، وكم كبير من اللاءات التي يبدو أن الصندوق محصن منها.
كنا ضد إلحاق الصندوق بوزارة المالية لحرصنا أن تذهب موارده لمستحقيها، أما وقد افرغ من محتواه، فوجوده في بيت الشباب شهادة زور، فهم يشمون ريحته فيما يتذوق طعمه الآخرون..
تكريم في محله..
نبارك للزميل القدير عيدروس عبدالرحمن تكريمه في كونجرس الصحافة الرياضية، وهذا تكريم للإعلام الرياضي بأكمله.. مشاركة الزميلين بشير سنان ومحمد الأموي، أعتبرها الخيط الذي سيبقينا متصلين باتحاد الصحافة الرياضية الآسيوية ، على أن نصحو نحن في الداخل وننفض التراب عن هذا الكيان الهام.