الشهادة شرف وعطاء

الشهادة في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض والمال شرف لا يناله إلا الشرفاء ومكانة لا يحتلها ويظفر بها إلا المخلصين الأصفياء ولعظمتها جعل الخالق عز وجل الجائزة التي تمنح لصاحبها ثمينة وعظيمة في الآخرة فأجزل لهم العطاء وأحسن لهم المقام وأنزلهم بجوار الأنبياء وضمن لهم الحياة الهانئة والرزق الوفير في الفردوس الأعلى علاوة على التكريم الإلهي في الدنيا من خلال الاحتفاء الذي يصاحب مواكب التشييع والارتياح الذي يسود أهاليهم وذويهم ومن ذلك إطلاق الزغاريد ورش العطور والورود على جثامينهم الطاهرة وإطلاق الألعاب النارية وغيرها من مظاهر الاحتفاء بالشهداء العظماء الذين يسطرون ملاحم تشرئب لها الأعناق في البطولة والإقدام والتضحية والفداء .
ومن هؤلاء العظماء الشهيد الخالد في القلوب والعقول المنشد الثائر المجاهد الشهيد لطف يحيى القحوم صاحب الحنجرة الذهبية والصوت المجلجل الذي صدح به مدافعا عن الوطن والأرض والعرض ومساندا للحق ومناصرا للعدالة في وجه الباطل ونصرة للمستضعفين وإعلاء لدين الله، حيث لم يكتف بالجهاد بصوته وأناشيده الحماسية رغم حجم تأثيرها بل تزامن ذلك مع جهاده في ميادين العزة والكرامة رافضا الاكتفاء بالجهاد الإعلامي الذي كان يمثل فيه جبهة مثالية أرعب من خلالها الخصوم وخلل لهم الصفوف ورفع من عزائم الأبطال من أبناء الجيش واللجان وحرك النزعة الجهادية الوطنية في أوساط المواطنين الذين عشقوا صوته وتأثروا بإبداعاته التي تزينت هواتفهم بها . سقط لطف القحوم شهيدا وهو يحمل بندقيته يصد زحوفات الغزاة والمرتزقة على مأرب الحضارة والتاريخ هناك في قمم جبل هيلان ارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها بعد أن شارك في عدد من الجبهات والتي أبلى فيها بلاء حسنا جامعا بين جهاد الكلمة وجهاد البندقية لم يتذمر أو يتوارى خلف الأضواء مكتفيا بأناشيده وزوامله التي كانت كافية ولكن تربيته الإيمانية وروحه الجهادية كانت هي المؤثرة في تحديد مساره ‘ جاد بنفسه دفاعا عن الوطن لاهثا وراء الشهادة التي كانت غايته وهدفه المنشود .
كان بإمكانه التبختر والعجب بالنفس والشعور بالزهو والتباهي بشهرته والدور الإعلامي الذي يلعبه ويتخذ لنفسه مجاميع من المرافقين ويقلد زحمة كما يفعل البعض اليوم ولكنه ظل وفيا للقيم والمبادئ والأخلاق التي نشأ وتربى عليها وناضل من أجلها.
ولهذا لا غرابة أن نشاهد تلكم الجموع الغفيرة من المواطنين الذين تدفقوا على العاصمة صنعاء من مختلف المحافظات للمشاركة في موكب تشييعه المهيب الذي عكس محبة الناس له وتقديرهم للأدوار البطولية التي سطرها والمآثر التي خلدها في مسيرته الجهادية دفاعا عن الأرض والعرض والوطن حتى آخر لحظة في حياته .
هنيئا له ولكل الشهداء الأبرار هذا الشرف وهذه المكانة ومن حقهم علينا الاحتفاء بهم وتخليد مواقفهم وتاريخهم واستذكار عظمة تضحياتهم وتدريسها للأجيال المتعاقبة للسير على خطاهم واللحاق بركبهم الوطني الإيماني الذي يرضي الله الكريم ورسوله .
الخزي والذل والمهانة والعملأ والخونة والمرتزقة والرحمة والمغفرة للشهداء الأبرار والنصر والصمود لجيشنا المغوار ولجاننا البواسل ويمننا الغالي . وحتى الملتقى …..دمتم سالمين.

قد يعجبك ايضا