قلوبنا معكم
أحمد عبدالله الشاوش
* قلوبنا ماتزال وستظل مع المجاهدين الصادقين الثابتين الصامدين في كل جبهات القتال من أبناء الجيش واللجان الشعبية وكل الشرفاء الذين أندفعوا الى ساحات الشرف والكرامة من كافة القوى السياسية والوطنية ومدن اليمن .. هؤلاء الصفوة الذين تركوا أسرهم وأولادهم وجادوا بدمائهم وأموالهم ورابطوا في الثغور رغم الدماء والدمار وقلة الزاد والعتاد وبرد الشتاء وحرارة الصيف ، مثلوا نبض الوطن وضميره لوقوفهم بكل بسالة وشجاعة وشموخ في التصدي لطغاة التسلط والتكبر وجحافل الغزو المتمثل في وحوش آل سعود وجلادي البشر في واشنطن .
هنيئاً لمن اندفع للدفاع عن اليمن في ميادين العزة حباً في صون اليمن وقناعة في التقرب الى الله وطاعته ، وألف تحية لمن أسقط الرهانات الخاسرة وكشف جرائم الإبادة المنظمة والعورات البشعة لجيوش الطغاة والسياسيين والدبلوماسيين والمنظمات الحقوقية والانسانية المتاجرة والتي لاتقل بشاعة بإرتهانها وتسترها عن الجرائم وجبروت الغازي ونفاق المجتمع الدولي ..
قلوبنا معكم وأنتم ترهبون عدو الله وعدوكم وأعداء الانسانية الذين صنعوا داعش وأخواتها لاغتيال السلام وضرب الأمن والاستقرار والانتقام من الانسانية وتقطيع أوصالها وامتصاص دمائها وثرواتها لرغبات ونزوات مسعورة، رغم مسارعة قوى الشر دون خجل للاعلان زيفاً عن محاربة مولودها السفاح ” داعش” في اليمن وسوريا والعراق ومصر وغيرها من الدول العربية التي تعيش معركة مصيرية ” نكون أو لا نكون”.
ومهما اختلفنا في رؤانا السياسية وأفكارنا فالوطن خط أحمر ، ليس حكراً على حزب أو جماعة أو منظمة أو قبيلة أو وصاية من قبل أحد باعتباره البيت الآمن لكل اليمنيين ، طالما ولدنا وترعرعنا فيه وعشنا تحت سقفه ونبتت أجسامنا من خيراته وأفكارنا من ثقافته واصالته، ولابد من التعايش والتسامح والتكافل لجبر الجروح والمحافظة على البقاء، فالتخندق في صف الغزاة ، لعداوة سياسية أو مصلحة مالية ونشر الشائعات ومساعدة العدو ، جرائم كبرى وتمثل قمة الإنحطاط الأخلاقي والسقوط السياسي ، والتنكر لوطن وشعب ، واللامبالاة وتواري الشرفاء وقت الشدائد جريمة أخلاقية وإنسانية تقوض المجتمع وتمكن الأعداء من انتهاك حرمة البلد والأسرة والمجتمع .
وأثبتت عشرة أشهر من العدوان السعودي الامريكي فشلها الذريع امام الصمود الاسطوري للشرفاء رغم حاملات الطائرات والبوارج البحرية والقنابل العنقودية والانشطارية والصواريخ القاتلة وجحافل المرتزقة من الداخل والخارج للعدوان السعودي الامريكي ، وآلياته الاعلامية المنحطة من العربية والجزيرة وغيرهما من قنوات الافك المحلية والاقليمية والدولية التي سقطت في نظر المشاهد والمستمع والقارْئ العربي التي جسدت دور الببغاء وشكلت مدارس لتعليم الارهاب والتعصب والتشدد وبث سموم الكراهية ومطبخاً اعلامياً قذراً يقوده خبراء صهاينة لتزييف الحقائق والمعلومات بالاضافة الى أستقطاب محللين وناشطين ورجال صحافة واعلام مأجورين لخلق رأي عام مظلل يتوهم الانتصار في اليمن ، رغم السقوط والهزيمة النكراء في المستنقع اليمني .
أكثر من عشرة شهور وإعلام العدو ومن على شاكلته يخدع مواطنيه ويظلل العالم بانتصارات وهمية ويسوق للانتصار في مارب والمخا وتعز ونهم وغيرها بعرض بعض الاخبار المزيفة ومقاطع الفيديو المفبركة والصور المعالجة بأحدث وسائل وبرامج الاحتيال المستنسخة من معامل هوليود المتخصصة في فبركة الافلام وسحر أعين وعقول الناس عبر غرف العمليات لاستغفال العقل الانساني ونقل صور ولقطات ” سفري ” لبعض المرتزقة والجنود السعوديين والاماراتيين في هذا المعسكر أوذاك لدقائق معدودة وغالباً معالجتها بالفوتوشوب سرعان ما يكشفها ويعري زيفها الاعلام الوطني اليمني المتواضع ، ناقلا صور لابطال الجيش واللجان الشعبية يقتحمون معسكرات ومواقع في جيزان ونجران وعسير ويحررون مواقع من أيدي الخونة بالصوت والصورة تبطل سحرة العصر الحديث .
عشرة أشهر وأقوى قوة في العالم ماتزال في كوفل وصحن الجن في مواجهة “جن الجن” ، عشرة شهور من الهزيمة والسقوط والتراجع وتدمير بارجات وطائرات بدون طيار وآليات ومعدات ومصرع مرتزقة العالم في المخا، بالتزامن مع التقهقر دون تحقيق أي تقدم رغم جافل المرتزقة والقوة التدميرية وسياسة الارض المحروقة وانسياب الارض ، ورغم الافراط في القوة وأكثر من خمسين غارة جوية والتصوير الاستهلاكي في معسكر نهم إلا أن الغزاة والمرتزقة تناثرت أجسامهم وسفكت دماءهم وحوصروا وفر السواد الأعظم من المعارك بعد ان تصدى لهم رجال الله ، وفقدان المرتزقة للعقيدة وعبادتهم للمال السحت والطغاة.
ورغم تكالب الامم المفلسة والعدوان الجائر والحصار الشديد وتعمد ضرب البنية الاقتصادية والحركة التجارية والمصانع لاستنزاف إيرادات الدولة وادخالها في عجز كمقدمة للانيهار، الى جانب الدمار واستهداف خزانات المياه والمستشفيات والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة والخدمات الانسانية حتى هناجر تربية الدجاج لايقاف عجلة الانتاج وتجويع الشعب ، إلا أننا مازلنا ننظر بإعجاب واستغراب بلاحدود من وفاء ما تبقى من الدولة لمرتبات السلكين العسكري والمدني في ربوع اليمن بما فيهم المرتزقة المساهمون في تدمير اليمن ، رغم انعدام الموارد والمدخلات والدعايات المغرضة لتدمير الوطن بسبب خلافات سياسية عقيمة.
وبتلك المواقف العظيمة والبطولات النادرة للشرفاء في ميادين العزة والكرامة سيظل اليمن شامخاً وصامداً في وجه العدوان حتى خروج آخر غاز ومرتزق من أرض السعيدة لإحلال الأمن والاستقرار ويعم السلام….
وأخيراً وما النصر إلا من عند الله.