موسكو….امرأة أُخرى !!!
ن …………..والقلم
عبد الرحمن بجاش
المدينة كالمرأة , وهي أيضا تعبير ثقافي عن الناس الذين يعيشون فيها ويعيشونها , وهي انعكاس ثقافي أيضا لشعب من الشعوب . هناك امرأة تحبها , وأخرى تتزوجها , وثالثة تعشقها , أنا لا أتحدث عن ثلاث , بل عن واحدة !! , وهناك من المدن من تحبها , وأخرى تعيش فيها , وثالثة تعيشها , ورابعة تعايشك !!! , مدينة يتولى تصميمها وتخطيطها عاشق , وأخرى محب , وثالثة مهندس , ورابعة يدمرها مجنون أما من عشقه المبالغ فيها لإحساسه إنها تحب غيره أو منتقم لأنها خانته كما يظن !!! , وأخرى تكون مدينة تحمل وطنا ولنا في ذلك أمثلة فستالينجراد حملت وطن وصارت عنوان صمود الاتحاد السوفيتي العظيم الذي باعه جورباتشوف بقصر نظره !! , وأخرى يهواها العاشق البعيد فيعمل على ترويضها بالكلمة المعسولة فلا تستسلم لاغرائك , فتقسو وتحاول انتهاك عرضها بالقوة لتثبت رجولتك فتهزمك أيضا لأنها مدينة ولأنها موسكو التي هزمت نابليون الذي أشرف عليها من تل خارجها في وقت العصاري , حين تميل الشمس مودعة نحو الأفق , ينعكس ضياؤها على القباب المذهبة للكنائس ,. تتحول سماء موسكو في تلك اللحظة ذهبا أو تبرا سمٍه ما شئت , المهم أنها موسكو من قال يخاطبها نابليون : (( وأخيرا يا موسكو )) فلم تستسلم لمغازلته فهزمته , حين عاد قادة الجند يقولون له : لا يوجد أحد في موسكو , لقد قررت أن تعاقبه فلا تستقبله , لأنه في إلا خير غاز ولو انه نابليون !!! . المدينة كالمرأة التي تتعامل مع جمالها , فهناك امرأة لا تعرف كيف تلبس وجسدها بحر موجه مرتفع , وأخرى لا تعرف كيف تتزين ووجهها آية ربي في الجمال , وعيونها عيون الضبا فلا تجيد وضع الكحل , وأخرى جسدها سفر من الشبق فلا تدري ماذا تلبس , فإن لبست فالو أن متنافرة , صارخة , جارحة للنظر, وهناك امرأة شجاعة تقاتل دفاعا عن كرامتها ومدينة تعرف كيف تدافع عن نفسها . وهناك مدينة كموسكو عرفت كيف تتزين , وكيف تضع الكحل , وكيف تختار ألوان ملابسها , وأدركت سر الضباب فحولته إلى أهداب تظلل عينيها , وبياض هو الثلج فأنت حين تنظر إلى خديها فتجد البياض وقد امتزج ألوانا فصارت موسكو فاتنة تجيد وضع العرقوص فوق حاجبيها , وموسكو امرأة فاتنه تعرف كيف تتعطر , وتختار نوع الورود التي تحيلها رائحة تضعها تحت إبطيها فتدرك أنت عاشقها انك أمام المدينة الامرأة الأنثى , وحين تهبط إلى باطنها تجد الجمال والأبهة يتلونان مترو أجمل قطار في العالم له محطات من ذهب , وأن ذهبت إلى أهم حدائقها (( الباركلتوري )) أو حديقة الثقافة فتدرك أن المدن هن نساء منهن من يجدن زراعة الورود , وأخريات لا يعرفن من أسرار المشاقر شيئا , هي موسكو الفاتنة مجدها في الأعالي وعليها السلام …..