دولة طارئة
عبدالمجيد التركي
أصحاب الدول الطارئة ينتقمون من حضارة اليمن..
يقصفون مدينة سام بن نوح، صنعاء، أول مدينة بنيت بعد الطوفان.. البدو، أصحاب حضارة صحون الكبسة، وآكلو الضبّ يتجرأون ويقصفون صنعاء.
ما فعله عبدربه منصور هادي باستدعائه للتدخل السعودي هو أنه لعب دور القوَّاد.. لم يكفِه ما فعله باليمن طوال أربع سنوات من خوف واغتيالات ومجازر وتفجيرات لم يتم القبض فيها على أحد، لأنه لم يكن يريد أن يقبض على أحد.
تتعامل السعودية مع اليمن كأنها زائدة دودية يجب استئصالها.. وهي تعلم علم اليقين أنها دولة طارئة لا يزيد عمرها عن عُمر سلحفاة، لكن المال جعلها تمدُّ عنقها، في جهل واضح أن هذه العنق ستنكسر حين ينفد المال ولا تجد ما تتكئ عليه.. بينما اليمن- سواء بفقرها أو بغناها- تبقى اليمن. وليست اليمن بحاجة إلى مكياج، لأنها ليست قبيحة..
قد يكون اليمن بلداً فقيراً، لكنه ليس للبيع.. ومتسامحاً جداً لكنه ليس ضعيفاً.. أرق قلوباً وألين أفئدة، لكنهم أولو قوة وأولو بأس شديد، حين يتطلب الأمر ذلك..
قد لا تكون اليمن لامعة، لكنها ليست مزيفة.. وحين تنهض اليمن وترد على العدوان فلن تكون محتاجة إلى شراء المرتزقة والعبيد، لأنها غنية برجالها وبنقاء معدنها. ولأنها ترى في هذا الفعل نقيصة لا يمكن أن تجترحها، لأنها اليمن.
كان بإمكان العرب والمسلمين أن يعيشوا بأمان لولا ظهور آل سعود على الخارطة العربية كسرطان.. وكان بإمكانهم أن يعبدوا الله كما يعرفونه لو لم يظهر المذهب الوهابي، الذي يكفِّر ويقتل ويذبح ويبثُّ الكراهية والإرهاب بين الناس، حتى لكأنه مذهبٌ لا ينتمي إليه إلا كلّ حاقد وكاره للآخر..
“والله متمُّ نوره ولو كره الكافرون”.
Magid711761445@gmail.com