منك نتعلم التفاني في العمل والإيثار

 - ذات مساء نشر زميلنا محمد القراري صورة أستاذنا سليمان عبد الجبار سكرتير التحرير في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ¡هي صورة قديمة لكنها حية .
يظهر «العم سليمان» كما يحلو لي تسميته إكبارا◌ٍ وإجلالا◌ٍ لهذه الهامة الصحفية السامقة ¡أق
علي البشيري –
ذات مساء نشر زميلنا محمد القراري صورة أستاذنا سليمان عبد الجبار سكرتير التحرير في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ¡هي صورة قديمة لكنها حية .
يظهر «العم سليمان» كما يحلو لي تسميته إكبارا◌ٍ وإجلالا◌ٍ لهذه الهامة الصحفية السامقة ¡أقول يظهر سليمان مستغرقا◌ٍ في التفكير وهو يراجع المادة الصحفية على ديسك الإخراج .هي صورة واحدة لكنها بمثابة صور متعددة¡ إذ تشير إلى العديد من الدلالات أولها أن سليمان مواظب على عمله يوميا◌ٍ ¡ وهذه هي الحقيقة¡ فالرجل أصبح مبرمجا◌ٍ ولا يعرف إلا طريقا◌ٍ واحدا◌ٍ هو خط خولان – سعوان – الجراف ¡وبالتالي فهو يعشق العمل ويقدسه .
ثانيا◌ٍ تظهر الصورة كم هو سليمان مخلص في عمله¡ ويؤديه بهمة عالية ونشاط كبير رغم كبر سنه¡ وهذا ما لا نجده في كثير من شباب هذه الأيام¡أما الدلالة الثالثة فالصورة تظهر بساطة الرجل وتواضعه وطيبته وحلمه¡ وهذه الصفات قلما نجدها في شخص بعينه¡ولكم هو رائع العم سليمان¡ فمنذ عرفته قبل 17 عاما لم أسمع سليمان يرفع صوته على زميل أو يتحدث بكلمة قاسية أو يضر زميلا◌ٍ¡ كان يعيد التقارير بعد المحررين ويدفع بها للنشر دون أن يقول إن فلانا◌ٍ ضعيف أو علانا◌ٍ غائب ¡سليمان معدنه أصيل لا يتكلم عن نفسه وعن متاعبه وجهوده وفي نفس الوقت ليس من هواة التنظير أو الأفاكين الذين لا يحلو لهم إلا أكل لحوم الناس وهم أحياء!
ولكم أشعر بالفخر والخجل في آن واحد وأنا أرى العم سليمان يعمل منذ العصر وحتى صباح اليوم التالي بنشاط منقطع النظير¡يتنقل بين المكاتب المختلفة ¡ يتابع المادة الصحفية في مختلف الأقسام حتى إخراجها ¡يجمع الأخبار ويتابع الجديد ويعيد كتابة بعض العناوين¡ كيف لا أشعر بالفخر ورجل كهذا يعمل كخلية نحل بصمت¡ وكيف لا أشعر بالخجل والكثير منا يجلس في مكتبه بينما رجل متقدم في السن كسليمان لا يكل ولا يمل من التنقل بين المكاتب والوقوف في صالة الإخراج.
سليمان ينتمي لجيل تربى على الصدق والأمانة والإخلاص والإيثار وتعود على المثابرة والاجتهاد ¡جيل عمل في أوقات صعبة وعائد بسيط لكنه قدم الكثير ¡ووصل العديد منهم إلى مواقع سياسية كبيرة ¡ عملوا بجد واختلفوا برجولة ¡لم يحاول أي منهم أن يؤذي الآخر أو يحاول توريطه في العمل مهما اشتدت بينهم الخلافات ¡مثل هؤلاء الكبار ليس أمامنا إلا أن ننحني لهم إجلالا◌ٍ وتعظيما◌ٍ.
ومهما كتبت لا أستطيع أن أفيك يا سليمان حقك¡ لكني أقسم أن دمعي سال بغزارة وأنا أكتب هذه الكلمات البسيطة عندما تذكرت المشهد وأنا أراك في المساء شعلة من النشاط والحيوية¡ فأنت عظيم في عملك¡ عظيم في مهنيتك¡ وعظيم في خلقك ¡لكن شعوري وظني الذي لن يخيب يقول إنك لن تظلم في ظل قيادتنا الجديدة والتي آمل أن تقدر جهودك إن شاء الله.

قد يعجبك ايضا