المشاهد العنيفة والصور المرعبة في وسائل الإعلام
استطلاع/اسامه الغيثي –
بث المشاهد ونشر الصور المرعبة والعنيفة في بعض وسائل الإعلام سواء محلية أو أجنبية يجعل المتابع يشعر بالاشمئزاز والقشعريرة لما تحمل تلك المقاطع والصور من أحداث دموية وهو ما يتعارض مع أخلاقيات الصحافة ومواثيق وشرف المهنة وعلى مدى الفترة الماضية سعت وسائل الإعلام إلى نشر صور ومقاطع دموية مفزعة لأحداث مأساوية وبحكم أن الرسالة الإعلامية رسالة إنسانية سامية يجب أن لا تنشر أي مشاهد أو صور بشعة تؤذي نفسية المشاهد, فكيف يرى الصحافيون نشر مثل هذه الصور والمقاطع المرئية في الصحف والقنوات التلفزيونية..
لا يجوز أخلاقيا نشر المشاهد والصور المرعبة أو المقززة والعنيفة في وسائل الإعلام لأن هذا النشر له تأثيرات نفسية واجتماعية سلبية على المجتمع ويجب على وسائل الإعلام الالتزام الأخلاقي بمبادئ المهنة وبواجباتهم القيمية تجاه المجتمع, هذة مقالة أشرف الريفي- صحفي بصحيفة الوحدوي – وأضاف: مسئولية النشر يجب أن تحمى بيقظة ضمير الصحفي والمؤسسات الإعلامية وواجباتهم تجاه المجتمع, طبعا ترتبط هذه الظاهرة الدخيلة على المهنة الإعلامية باستقلال وسائل الإعلام ومهنيتها وللأسف إننا لا نملك وسائل إعلام مستقلة ومهنية بامتياز ولاتزال ملكية وسائل الإعلام إما للدولة أو لمراكز نفوذ وقوى سياسية وكل هذه الجهات لا تهتم بقيم المهنة بقدر اهتمامها باستغلال الصور والمشاهد المرعبة في الصراعات السياسية غير مبالية بقيم المهنة وأخلاقياتها.
وأشار الريفي إلى أن النقابة تعمل منذ سنوات على إعداد ميثاق شرف ينظم واجبات الصحفي ووسائل الإعلام ويعلي مسئولية الصحفي والصحف تجاه مجتمعاتهم. وخلال العام الفائت أقامت النقابة العديد من الفعاليات في مختلف المحافظات حول مدونات السلوك الصحفي التي يجب أن تسن كل مؤسسة إعلامية لنفسها مدونة سلوك خاصة بها يلتزم بها كل العاملين في المؤسسات, وخرجت هذه الحلقات بمبادئ أساسية لمدونات السلوك وميثاق الشرف الصحفي المقر أن يقدم إلى المؤتمر العام القادم للنقابة لإقراره.
“مشاهد مقززة”
صدام أبو عاصم – رئيس قسم التحقيقات في يومية “مارب برس”: يحدث أن تستخدم إحدى وسائل الإعلام بعض الصور المرعبة أو المقززة وذلك بما يتسق مع أهداف الرسالة التي يراد إيصالها.. لكن يجب أن تتم معالجتها بطريقة أو بأخرى بما لا يخدش نفسية المتلقي أو أخلاقه كما يجب أن تعرض او تبث بطريقة لا تبدو وكأن الوسيلة الإعلامية تريد الإضرار بصاحب المشهد أو الصورة..ومن وقت لآخر نلمح مشاهد تبعث على الاشمئزاز والتقزز في بعض الوسائل الإعلاميةº محلية كانت أو أجنبية وذلك بحجة المهنية والتأثير.. لكن في كل الأحوال هذا أمر يتنافى مع أخلاق المهنة لأن الرسالة الإعلامية هي رسالة إنسانية سامية ومن أهدافها البعيدة هي بناء الإنسان وذهنه وضميره الحي وليس إصابته بالأسى وربما التأثير على حالته النفسية مستقبلاٍ أو على جانب من جوانب حياته.
وأضاف أبو عاصم: الحديث عن دور النقابة في الحد من انتشار مثل هذه الأنشطة المخلة بالمهنية والموضوعية والأخلاق الصحفية لا أعتقد أن النقابة مسئولة بدور مباشر على هكذا أمر لأن الصحفي أو الصحيفة هي من تتحمل المسئولية وربما تتحمل وزر ذلك وتدفعه دون أن تعلم لأن رصيدها المهني بالنسبة للمتابع أو المتلقي سينخفض وستدخل في إطار الأشياء المحظورة التي ينظر إليها المتلقي بعين الاشمئزاز.. ذلك أن حكاية التأثر وعمل الضجة انتهت لأن المتلقي لها ليس بذلك البسيط الذي لا يفرق بين الغث من السمين.
” مسئولية أخلاقية”
لطف الصراري – مدير تحرير صحيفة الأولى- قال : لا أستطيع الخوض في المسألة القانونية لنشر الصور المرعبة لكن هناك مسئولية أخلاقية تتعلق بالضرر النفسي الذي تسببه الصورة المرعبة أو الصورة البشعة المتلقي يتأذى نفسياٍ من البشاعة في الصور المنشورة سيما أشلاء ضحايا الحروب والجرائم وبعض المتلقين يمكن أن يصابوا بنوبات قلبية أو نوبات اكتئاب طويلة وقد سمعنا كثيراٍ عن حالات مماثلة جراء نشر صور بشعة خاصة في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة.
ويرى الصراري : أن المسئولية الأخلاقية والمهنية تلزم أي صحفي بعدم نشر أي صورة تسبب إساءة نفسية أو تلحق ضرراٍ جسدياٍ لأي ملتق خاصة الأشخاص الذين تربطهم علاقة بالصورة وهذا يعني أن الأمر خاضعاٍ لتقديرات المسئولين المباشرين عن النشر أو البث في وسائل الإعلام.. وعلى ضوء ردود الأفعال إزاء درجة البشاعة في الصور المنشورة تتفاوت التقديرات من بلد إلى آخر.
ويضيف: لا أعتقد أن نقابة الصحفيين تستطيع أن تلزم الصحفي بمسئوليته الأخلاقية.. لكن يمكن أن يكون لها دور توجيهي لمسئولي الصحف التي تنشر الصور المؤذية وتحديد موقف في حال لم تلتزم بأخلاقيات المهنة خاصة إذا استمرت ردود الأفعال المستنكرة من قبل جمهور التلقي مع ضرورة إرسال بلاغات تضرر إلى نقابة الصحفيين.
” مراعاة مشاعر المشاهد”
صدام حسن- مذيع بقناة اليمن – قال: أنا شخصيا أعارض نشر أي صورة مرعبة وعنيفة لأسباب كثيرة لكن الملاحظ وللأسف الشديد أن مثل تلك الصور أصبحت وسيلة للنشر وتمريرها عبر الإعلام الذي بات يستخدمها دون مراعاة لمشاعر المشاهد وإذا تكلمنا عن الجانب الأخلاقي والمهني فاعتقد أن كل مواثيق الشرف الإعلامية يجب أن تمنع نشر تلك الصور لكن للأسف الشديد ثمة قنوات أضحت تعمد إلى نشر تلك الصور من باب أن الغاية تبرر الوسيلة خاصة ما شهدنا خلال الفترات الأخيرة أصبحت هذه الصور تنشر بشكل يبعث على الألم والحسرة أما ما يخص دور النقابة فأعتقد أنه ينبغي عليها أن تضع حدا لهذه الظاهرة .
” التزام أخلاقي “
أما سعادة علاية – صحفية – تقول: إن نشر الصور المرعبة عمل غير مستحب ولا يجوز وأعتبره غير مهني ولا أخلاقي لتوصيل الرسالة الإعلامية حتى الآن لا تستطيع النقابة أن تقوم بأي دور لأنه لا يوجد ميثاق شرف يلزم الجميع الالتزام به ولا يوجد حتى التزام أخلاقي من الصحفيين للنقابة .
“رقيب أخلاقي”
يرى فؤاد التميمي – مذيع بقناة عدن – أن نشر مثل هذه الصور التي تثير حالة من الهلع والرعب والخوف لدى الناس- ليس كل الناس طبعا- ولكن معظمهم غير مبررة لأن المهنية الصحفية والإخبارية يجب أن تراعي مشاعر القارئ والمشاهد وكذلك هناك ميثاق يحدد قانونية استخدام هذه المشاهد التي يمكن تقديمها بطريقة أقل حدة من إظهار التفاصيل وكثير من القنوات ومصادر المعلومات تعتذر عن النشر لتلك الأسباب وأنا أرى أن يكون هناك رقيب أخلاقي مهني لدى المصدر أو الناشر قبل أن يكون هناك رقيب حكومي أو نقابي.