دراسة علمية تكشف دور »الروضة« في النمو اللغوي عند الطفل في المراحل المبكِّرة

 

صادق وجيه الدين
كشف دراسةٌ علميةٌ حديثةٌ أن للروضة تأثيراً كبيراً على النمو اللغوي عند الطفل في المراحل المبكِّرة، على خلاف ما كانت قد أفادته بعض الدراسات القديمة، بخصوص التوصية ببقاء الطفل بجانب الأم خلال هذه المراحل، حتى يتحقَّق النمو العام. وهدفت الدراسة التي نالت بها الباحثة الأكاديمية «سميرة مرشد عبده الأغبري» درجة الدكتوراه في علم النفس والتربية والطفولة من جامعة بوزريعة في جمهورية الجزائر، إلى كشف طبيعة العلاقة بين اللعب وبين النمو اللغوي، بحكم أن الروضة مؤسسة تعليمية توفّر إمكاناتٍ مناسبةً للألعاب التي يحتاجها الطفل الملتحق بها، باعتبارها عاملاً مهمّاً في بناء ونمو شخصية متكاملة لدى الطفل، وركَّزت الدراسة على دراسة حالات مختارة لأطفال رياض خاصة في العاصمة صنعاء.
واتَّبعت الباحثة د.سميرة الأغبري في دراستها الموسومة «اللعب وعلاقته بالنمو اللغوي لدى طفل الروضة بالجمهورية اليمنية»، المنهج الوصفي التحليلي،واستخدمت لجمع البيانات الطرق والأدوات الآتية: الملاحظة المباشرة، المقابلة، دراسة الحالة، وجلسة اللعب، وهي الطريقة الرئيسة في هذه الدراسة، وكان ذلك باستخدام اختبار- ROLF-.. وأجملت النتائج التي خلصت إليها بالآتي:
« 1- تبيّن من خلال الملاحظات والمقابلات مع المعلمات والأمهات أن لديهن إصراراً على أهمية ودور الروضة وما تلعبه وتؤثّر به على جوانب النمو المختلفة وبناء شخصيات الأطفال السليمة المتوازنة، عن طريق النشاطات المختلفة المتمثلة في اللعب، إذ من شأنها أن تثري الرصيد اللغوي لديهم وتجعلهم قادرين على التواصل مع الجماعة وفهم ما يدور حولهم، كما يمكنهم من اكتساب مهارات عديدة والاستفادة لاحقاً من النشاطات المدرسية التي توسّع مجالهم المعرفي والعلمي وتساعدهم على التكيف والتوافق والاستقرار. 2- تبيّن من خلال تطبيق اختبار – ROLF- قدرة أطفال مجموعة الدراسة في سن (3- 5) سنوات على عملية السرد وذلك من خلال المفردات التي كانوا يستخدمونها، سواء في النحو أم اكتشاف قدراتهم على الربط بين الجمل وانتقالهم من محور إلى أخر وتجاوبهم مع أحداث القصة. 3- أن رياض الأطفال تسهم بشكل كبير في إثراء الرصيد اللغوي، وذلك عن طريق تحليل مدونات الأطفال أفراد المجموعة، وتبين من خلال الأرقام المحصل عليها، أن أغلب هؤلاء الأطفال تمكنوا من الربط بين محاور القصة، بما يدل على تمكنهم من التحكم في عملية السرد التي تعتبر قاعدة رئيسة عند بداية دخول الأطفال إلى المدرسة، أي ما يسمى بحصة التعبير والمحادثة. 4- أن أفراد مجموعة الدراسة لهم قدرة كبيرة على الحفظ، فهم يعتمدون بشكل كبير على الذاكرة، من خلال احتفاظهم بنفس الأبطال واستبدالها في بعض الأحيان بضمائر تدل عليها.

قد يعجبك ايضا