لحظة يازمن…حالات

 

محمد المساح
بعد عشر سنوات من النسيان ، لم يتغير شيء ، أنت صرت زوجة في قفص ، وأنا صرت كهلاً بلا جدوى ، لا زلت كعادتي ، أشرب الشاي ، وأكتب قصائدي عن الحب ، وعن رغبتي في أن يتغير طلاء الحجرة .
لقد نسيت أزهاراً كثيرة بين الكتب والأوراق ، أعرف أنها لن تنمو ، لكنها على الأقل ستطرد اليأس من قصائدي .
” عبدالرحيم الخصار ” نيران صديقة”
بقربي نار لا أرى منها غير نتفٍ من الثلج وذيل عصفور يعبر إلى الشتاء .
بقربي الموسيقى الحمراء تضئ أبعاد الغرفة والكأس الممتلئة باعترافات الشفاه النافذة أوسع من الليل وما تهبط من طيور لا تجد نملة واحدة تسرح في القلب .
” نبيل منصر ” مدينة نائمة”
هذا رجل عجوز خاب أمله لأنه أنجب ولده ، متأخراً جداً .
ينظران إلى بعضهما البعض بين الحين والآخر ، زمان كانت تكفي صفعة ، ” كان العجوز يخرج ويعود ليجد الابن مقهوراً ولا يرفع عينيه “.
الآن يجلس العجوز حتى الليل أمام نافذة كبيرة ، ولكن لا أحد يمر والشارع مهجور.
هذا الصباح هرب الغلام ، وسيعود في الليل .
بضحكاته الساخرة ، لن يقول لأحد .
إن كان في الغداء قد أكل ، بما سيثقل النعاس جفنيه ويذهب في صمت لينام :
حذا كبير متسخ ، كان الصباح صافياً شهر من المطر عبر النافذة الندية تسري بمرارة رائحة أوراق الشجر ولكن العجوز لا يتحرك من الظلام يؤرقه السهاد يود لو يستطيع النوم والنسيان ، كما كان يفعل ذات مرة بعد عودته من مشوار طويل ، كان في السابق يصرخ ويضرب حتى يشعر بالدفء.
لم يعد ممكناً ضرب الشاب الذي سوف يدخل بعد قليل .. بدأ يشب ويكتشف كل يوم شيئاً جديداً ولا يتكلم إلى أحد لا يوجد شيء لا يمكن معرفته إذا جلست إلى هذه النافذة ..!
ولكن الغلام يسير طوال اليوم في الشارع ، لا يبحث بعد عن النساء ولم يعد يلعب في الأرض في كل مرةٍ يعود.
له طريقه خاصة في الخروج من المنزل يدرك من يبقى في الداخل ، أن ليس لديه ما يفعله .
” تشيزاري بافيزي .. كاتب إيطالي”

قد يعجبك ايضا