محمد الهاملي
ومن الحروب المباشرة الحسيمية وهي التي تكون مباشرة في أرض الميدان أرض المعركة في الجهات القتالية كما تطرقنا إلى بعض الحروب المعنوية التي لا تقل شأناً عن الحروب المباشرة.
من الحرب الجسمي والخلقي المباشر هؤلاء الذين يقدمون أرواحهم ودماؤهم وكل غال ونفيس من أجل الوطن يقاتلون حقاً في أرض المعركة وفي كل واد وجبل هؤلاء لهم الأفضلية في الدنيا والآخرة يبذلون كل طاقاتهم وجهودهم في قتال الأعداء آل سعود الذين اعتدوا علينا بدون وجه حق.
أيها المحاربون اليمانيون الصناديد المقاتلون مازلتم منتصرين وثقوا أنكم منتصرون حقاً وما هذه المدة إلا دليل عجزهم هل حققوا شيئاً؟ كلا وألف كلا فإن متم فأنتم الأعلون لكم جنات أعدها؟؟ جنات النعم جنات الفردوس جنات المأوى جنات الغرفة جنات الخلود هذه لمن قضى نحبه في أرض المعركة فطوبى لكم الجنات ولأن دماءكم ليست هدراً في سبيل الله.
ومن الحروب المعنوية التي يقوم بها الأدباء والشعراء وعلى رأسهم الأستاذ القدير الشاعر الكبير عبدالله البردوني إقرأ قصيدته يا مصطفى:
فليقصفوا لست مقصف
وليعنفوا أنت أعنف
هذه القصيدة عرت وشخصت وحقرت وصغرت وقزمت وصورت أصحاب القلوب المريضة فالقصيدة صورت افكارهم الفارغة وأياديهم الفيلية, فالبردوني جاء في هذه القصيدة بالمنكرات لأنه مغلاق فالشاعر المغلاق البيلغ الذي يأتي بالفلق العجيب في أبياته الشعرية وذلك صفة مدح لإبانته وفطنته وذكائه وإتيانه بالغريب.
كما أن لدينا قنوات إعلامية لا تقل شأنا عن جبهات القتال.
إذاعة صنعاء بأديبها ودكتورها الأستاذ القدير حُميد صاحب الحوارات واللقاءات والمواضيع الشيقة التي تعالج قضايا شتى وصاحب اللغة العربية المتقنة العربي القح وهناك قنوات تلفزيونية معنوية لها باع في هذه الحرب قناة المسيرة التي أذهلت العالم, هذه القناة جمعت بين الصورة والصوت والخبر فغلب عليها طابع الصدق فهذا الاقتران جعلها أكثر صدقاً في السبر الخبري المباشر من أرض المعركة فالجبهات رفدت القنوات الإخبارية بالصورة والصوت من أرض المعركة مما جعل أخبارها أكثر صدقاً وثقة لدى المواطن حتى العادي انظر للإعلام الخليجي نجده مفبركا على حسب أهوائهم وأمزجتهم, فالصور لا تتطابق مع أخبارهم فأخبارهم ملفقة يكذبون على شعوبهم لأن بطونهم متروسة بالكبسة لا توجد فيها مساحة للعقول لكي تعمل.
وهذا طبع الخليجي لا يهمه سوى فرجه وبطنه وسياحته في عواصم العالم لا يعتمد على نفسه فلذلك مادامت معه النقود استجلب العالم ليحارب بالنيابة عنه فهم يعشقون الصقور والنوق والمباريات وما عدا ذلك لا يهمهم هذه الأولويات التي لديهم لقد عشت بين أظهرهم عشر سنوات فهم يحبون ذاتهم ويرون أنهم فوق الجميع وما عداهم عمال وموظفين يعملون لخدمتهم, فهم وبنو اسرائيل من طين لازب فالغطرسة والتكبر والتجني على الآخرين من سماتهم وكأنهم وحدهم خلقوا في هذا الكون والباقي لخدمتهم وليعملوا لهم ماشاؤوا؟ ولله في خلقه شؤون.
ومن الجهات القتالية برنامج يمن الصمود من إذاعة صنعاء فكوادرها يجيدون قراءة الأخبار والحوارات باللغة العربية الفصحى اللغة السليمة بدون لحن وهذا يبرهن على أننا أبناء عرب أقحاح نجد الإبانة والإيضاح والفصاحة وكوادر إذاعة يمن إف إم وعلى رأسهم يحيى صلح الذي يعد جبهة قتالية بكل معنى الكلمة والذي يعمل على إغاثة المسكين وإصلاح ذات البين.
ومن إذاعة إيرام صاحب الصوت الجهوري الذي يضبط انفاس اللغة العربية ويطوعها كما يحب خالد الآنسي الذي يعشق اللغة العربية وأيضاً محمد الداهية فهو اسم على مسمى لكنه إيجابي وليس سلبياً.
الشكر خاص لمن نطق باللغة العربية لغة القرآن كما يزجى الشكر والتقدير والعرفان لمن يعمل في هذه القنوات ويعمل على انعاش لغتنا بأسلوب عربي فصيح.
بعض المواطنين يوغلون باللغة المحكية اللغة الدارجة التي أسميتها في كتابي باللغة الزاحفة وأقصد بذلك اللغة الدارجة التي سيطرت على كثير من القنوات المحلية بالإضافة إلى القنوات الإقليمية والعربية في القنوات التلفزيونية وخاصة المسلسلات المدبلجة لابد من الاهتمام بلغتنا فالجار المجاور البعيد لا يفهم لهجتنا فما بالك بالآخرين.
وأخيراً التوجيه المعنوي ما هو دوره كان عليه أن يتواجد في كل مدينة وعزلة وجبهة قتالية كان عليه أن يقوم بدوره كما كان يعمل سابقاً هل مازال في التحرير يحرس الأبواب والنوافذ أفيدونا أثابكم الله.
المرحلة تحتم عليه أن يكون في كافة الجهات القتالية ليوعي المقاتل والمحارب وأن يطوف في المدن يؤدي دوره فهذه حرب والإنسان موقف والخنوع أفظع.