عمر كويران
كون الرياضة حركة اجتماعية جماهيرية تأتي في إطار تنظيم اجتماعي لتوفير مجاميع ذات كفاءة عالية تسهم في حركة متوازية لدعم حراك التنمية، فلا بد أن يرتبط هذا المجال بما يؤلف خط مساره باعتبار خلفية مطرحه مهماً لحراك عام وعليه يجب تفنيد مهام قيادته في صلب جهاز موقعه بوجوه تنتمي إلى ميدانه بعد الفحص والتدقيق لمسميات هؤلاء العلمية والمعرفية بنمط خاص من القدرة والمواصفات المؤهلة لتحقيق الهدف، فالتأهيل العلمي والسلوكي والفكري والاجتماعي هو السبيل لأفراد حركة رياضية مميزة يتفاعل معها المجتمع بإيجابية تمدها بمزيد من الثقة التي جسدتها هذه القيادة.
ومن المسلم به أن الخصائص الأساسية لها (أي القيادة) بسماتها الذاتية ترتبط بطبيعة المهام وظروف الممارسة وصلة الموقع بواقع النظام الذي تستمد منه مطرحها منه ليتمكن القيادي من أداء عمله في أصعب الظروف على حساب المبذولة من الجهد والمال بعيداً عن أي مطالب شخصية تعرض النشاط إلى الإهمال والإعاقة فمرحلة القيادة الرياضية هي الأساس الذي يفتح أبواب النجاح والتقدم والوصول إلى الغاية.
إينما وجد القائد الرياضي في معلق العطاء تكون المعطيات بارزة بمنتج ما يقدمه الملعب بإحساس رضاء اجتماعي عام على وجوه المشاهدين والمتابعين لهذا الحراك، على اعتبار أن الخصائص والسمات الذاتية مرتبطة بكل عنصر تحت سقف الحركة والكفاءة المكلفة بشؤوها وتعميد نسق التنسيق للطاقات المنتجة بأفضل استخدام للإمكانية المتاحة كملخص تعريفي لهذه القيادة في إطار علاقتها بالأفراد وأسلوب العمل المتبع، فالخبرة الإدارية على سبيل المثال هي إحدى الصفات المسلم بها لخصائص القائد الملم علمه وصلته بالمكان وكيفية الإسهام الذي سيمنحه ميزة المكانة بمستوى ما لديه من دراية وقدرة في التحليل والشرح والحجج والبراهين المتوفرة لقوة الإقناع بثقة متناهية لسلامة القرار.
فهي رغبة ذاتية لمحصل إمكانيات لصالح المهمة بمصقول الفترة التي عاشتها طيلة عطاؤه للملاعب بتمسكه لاخلاقيات العمل والترفع عن مزالق الهوى والشعور بأن الوطن هو الأولى لخدماته والرغبة في التغيير نحو التطور والتجديد كتأكيد بشكل مباشر أو غير مباشر بحقيقة سكنه على كرسي الإدارة.
أصبحت الرياضة مؤشراً حضارياً مكوناً من شرائح اجتماعية وثقافية متعددة من أجل ذلك يكون القيادي الرياضي جمع هذه المجموعة في بوتقة واحدة لتميز نموذجية التعامل الحياتي بين عامة منتسبيها.. فهناك قيادات رياضية تنتمي إلى مواضيع الانتساب للأندية في حين موقعها الأساسي يحتم عليها الالتزام بالحياد التام والنزاهة والتجرد عن كل المآرب الشخصية أو المصلحية للمنتمي إليه وهذا أمر بالغ الأهمية وشديد الحساسية وحجر زاوية لخلق الثقة بهذه القيادة, وبالأخص عندما يكون هذا القيادي في المنزلة الأعلى لصياغة القرار، وبالذات أكثر في موقع وجوده كأعلى سلطة رسمية للتنفيذ.
مسؤولية القيادات الرياضية متعددة الأغراض لكن الأهم والأخطر هي مسؤولة أمام الجميع وفي المقدمة الجماهير الرياضية ومحبيها باعتبارهم أصحاب المصلحة الحقيقية، لذلك يتوجب على القيادة مراعاة النموذجية الأخلاقية والانضباط وأن تحاسب نفسها باستمرار عند قراءة أو سماع نفذ ذاتي, بل وجب تشجيعها لكل منتقد يهدف إلى المصلحة العامة, وأن تعزز وسائل التواصل بمختلف أنواعه لتجنب الأخطاء والاستفاضة من الاطلاع والقراءة لمعرفة كل جديد بالمكان.
أعرف كثيراً من علاقتهم بالمنصب الإداري من ذوي العلو بالمقام في منصة العمل بالأندية والاتحادات ومركزية الإشراف بوزارة الشباب والرياضة, لكن المشكلة هذه المجموعة أركنت ومنحت تسمية المستشار في عملية لا تعني شيئاً سوى التهميش لإحلال أفراد ليسوا من أهل الشأن، لذلك لم تنجح اليمن بالمقدار المطلوب الذي يتمناه الوطن لأرضه وسكانه.. هناك أسماء تعمد قياديو الوزارة تستحق خبراتهم كدليل لإثبات وجود من له مصالح خاصة عبر المقاعد التي يتولونها، فترك الملعب على الهامش وانتزعت الثقة من أفراده ومدرجاته لعدم وجود القيادة الرياضية المخلصة للميدان الذي أفشل كل المخططات وأحبط الآمال أمام المستقبل لرداءة المختارين بهذه المواقع.