وفود الرياض في جنيف لعرقلة الحلول واستمرار الأزمات
مفاوضات جنيف لحل الأزمات العربية من اليمن إلى سوريا وليبيا وغيرها يجمعها شيء واحد هو الوفود التي تأتي من الرياض, فهناك وفد يمني من الرياض ووفد سوري من الرياض ووفد ليبي من الرياض, وهكذا فكل دولة عربية فيها من الخونة والعملاء الذين يتبعون الرياض ويأتمرون بأمر النظام السعودي وينفذون أجندته في التخريب والتدمير والقتل في كل هذه البلدان .
شاهدنا في مفاوضات الأطراف اليمنية أن هناك وفداً وطنياً جاء من صنعاء يحمل على عاتقه هماً كبيراً وهو كيف يستطيع وقف العدوان ورفع الحصار بأي ثمن, فيما جاء الوفد الآخر من الرياض وكل همه كيف يرضي سيده السعودي ولو على حساب دماء الشعب اليمني ومقدراته ونفس الشيء ينطبق على المفاوضات السورية حيث هناك وفد وطني جاء من دمشق يحمل أجندة الشعب السوري ومصلحته ووفد آخر جاء من الرياض يحمل أجندة النظام السعودي ومصالحه وعلى حساب شعب سوريا الصامد, وفي المفاوضات الليبية لا يكاد يختلف الأمر حتى لبنان ومشكلتها في انتخاب رئيس للجمهورية هناك أطراف تسعى لتحقيق مصلحة الشعب اللبناني وأطراف تعيش في الرياض يهمها أن يكون الرئيس من الطرف الموالي للنظام السعودي ويحقق أهدافه, حتى فلسطين هناك من يمثل الشعب الفلسطيني وهناك من يمثل نظام الرياض وهكذا فإن هذا النظام سبب كل المشاكل والحروب والفتن في كل البلدان العربية وهو من يمولها ويدعمها .
في الأزمة اليمنية جاء وفد الرياض اليمني وأقصى ما يريده هو خدمة مصلحة النظام السعودي ولم يفكر أولئك كيف أن الشعب اليمني يقتل بطائرات وصواريخ السعودية وكيف تدمر بنيته التحتية ومصالحه وكيف يعيش الشعب في حالة حصار وتجويع ورعب مثله مثل وفد الرياض السوري الذي جاء إلى جنيف وجل همه كيف يوقف الجيش السوري عن ملاحقة العناصر والجماعات الإرهابية وكيف يمنع روسيا من توجيه الضربات الجوية لمواقع داعش والقاعدة ولم يكن همه إيقاف نزيف الدم السوري والوصول إلى حل لهذه الأزمة التي أكلت الأخضر واليابس ودمرت سوريا التي كانت في يوم من الأيام إحدى أجمل الدول والبلدان وهذا الأمر ينسحب على لبنان التي تعيش أزمة كبيرة منذ سنوات بسبب تدخل النظام السعودي في أمور الشعب اللبناني الداخلية ويمنع إقامة الانتخابات الرئاسية عن طريق فريقه الذي يعيش عنده, وليبيا وتونس والعراق وغيرها من البلدان تئن من تدخلات هذا النظام الذي يحشر نفسه في كل شيء.
المضحك في الأمر أن هذا النظام يدعو دوماً إلى عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية وينصح إيران وروسيا بعدم التدخل في سوريا أو اليمن أو غيرها من الدول وكأنه ملاك منزل من السماء ولا يتدخل في شئون أحد ولا ينفق المليارات من أمواله في ما يحصل من حروب ونزاعات وصراعات في كل البلدان وقد ضحكت كثيراً حينما سمعت الجبير وزير خارجية نظام بني سعود ينصح إيران بقوله: أنصحها بعدم إنفاق أموالها التي ستعود إليها بعد توقيع الاتفاق النووي ورفع الحظر عن أموالها المجمدة في التدخل في شؤون الدول وتمويل الحروب وإنفاقها في التنمية والبناء وكأنه لا يدري أن بلاده أفرغت موازنتها في دعم الإرهاب والحروب والعدوان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على اليمن وسوريا وليبيا ولبنان والعراق ومصر وتونس وكل الدول وأنفقت كل تلك المليارات على التدخل في شؤون الدول الداخلية وهذا الأمر فعلاً يثير السخرية والضحك على نظام غارق من قمة رأسه حتى أخمص قدميه بالتدخل في شؤون الآخرين وتمويل الحروب والإرهاب ويدعو الآخرين إلى عدم القيام بما يقوم به هو بل ويعتبر نفسه ناصحاً أميناً وحريصاً على أموال إيران من أن تذهب سدى كما يقول, والمنطق يقول أن على هذا النظام أن يتوقف فوراً عن التدخل في شؤون الدول الداخلية وعدم إرسال الوفود إلى جنيف لعرقلة الحلول واستمرار الأزمات, بل عليه الالتفات إلى إنفاق أمواله على تمويل التنمية والبحث العلمي في بلاده وبالتأكيد أننا لسنا بحاجة إليه ولا إلى وفوده التي يرسلها من الرياض إلى جنيف وغيرها والأمر المطلوب منه هو الالتزام بما يدعو به الآخرين من عدم التدخل في شؤون الآخرين وعليه أن يبدأ بنفسه أولاً.