الرفق… الرفق..!!
عصام حسين المطري
يقول النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:” ما كان الرافق في شيء إلا زانه” وما نزع من شيء إلا شانه” … فمن خلال هذا الحديث النبوي الشريف يتمكن لنا أن نضع أقدامنا عند بداية المعرفة التامة بالفلسفة الإسلامية المثلى التي ترفض كافة أشكال الغلو والتطرف والتنطع وتوصي بمزيد من التوغل في الدين ولكن بالرفق المجافي لشطحات التشدد المخدوع، هذا فضلا عن أن هذا الحديث يعد باباً كبيراً لتنظيم وسوس وإدارة كافة جوانب الحياة بالرفق التام المناهض للإرباك والتوتر السياسي والاجتماعي اللذين يولدان القطيعة والخصام وفساد ذات البين بين المكونات والمجاميع السياسية والاجتماعية كما أن هذا الحديث يمثل قاعدة عظمى لتوطيد أركان الصلات والروابط في العلاقات الاجتماعية بين الحاكم والمحكوم وبين الزوج وزوجته وبين الأخ وأخيه وبين الأب وأولاده …. الخ
ومن هذا المنطلق ينبغي أن نحرص على تدريب كافة أبناء المجتمع على الرفق ابتداء من المنزل فالمؤسسات التربوية كالمسجد والمدرسة والنادي الرياضي ذلكم لأن القسوة وغلاظة الدم في التعاطي والتعامل بين الأفراد والمكونات السياسية والاجتماعية لا تثمر شيئاً سوى الخراب والدمار لقاء استعصاء التفاهم.
ومن نافل القول لا من فرضيته يحسن بنا أن نؤكد على أهمية هذا الخلق السامي الرفيع في استدراك نتاجات الزلات والعثرات التي تنجم عن عدم الالتزام بهذا الخلق – الرفق -ليس إلاقال الله سبحانه وتعالى في محكم الآيات البينات ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ويقول أشداء على الكفار رحماء بينهم.
ولئن كان الرفق وقود كل عمل ناجح فإن حياتنا السياسية في مسيس الحاجة إليه حيث لا نرى في تلك الحياة البائسة وجوداً له إذ يمارس معظم السياسيون القسوة وغلاظة الدم مع بعضهم البعض ناهيك عن اعتلاء روح التآمر كموجه للحياة السياسية ليعشعش الاحتقان السياسي وتتضاعف حدة الأزمات السياسية.
ويسكنني أمل عارم في أن اليمن الحبيب سوف يتجاوز العثرات والأزمات انطلاقاً من تمثل عقلائة وحكمائه مستقبلاً إن شاء الله لخلف الرفق، والذي سيدفع باتجاه العدول عن المشاحنات والمكايدات والمزايدات والمناكفات والملاسنات السياسية ما سيؤدي إلى تطابق الرؤى ووجهات النظر بين معظم مكوناته ومجاميعه السياسية والاجتماعية، فالوطن لا يحتمل مزيداً من الجفاء والقسوة وغلاظة الدم بين أبنائه المخلصين وقيمة المرء بما يُحسن كما قال الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه. وإلى لقاء يتجدد بكم والله المستعان على ما تصفون.