لأننا كرماء
محمد خالد عنتر
سيحتفل بزفافه خلال أيام ..
بعد أن أنهى والده بناء الجزء الآخر من المنزل الكبير ..
وهكذا حياتنا مستمرة .. وهكذا لا نزال على قيد الأمل والصمود ..
عايشنا النيران والدماء ولكننا لم نفقد الفرحة والثبات ..
يتزوجون فنفرح .. يحتفلون حين ننجح .. نحن والناس .. لم نتخل عن مظهرٍ لامعٍ من حياتنا المشوبة بالدخان ..
نعم ..
لقد دمر العدو شيئاً من بنيتنا التحتية وقتل كثيراً من الأبرياء وأفقدنا العديد ممن أحببناهم ..
لكنه لم يتمكن من تدمير بأسنا .. أو قتل أحلامنا .. ولم يستطع العدو بكل قوته أن يفقدنا الأمل بالحياة الكريمة الشماء ..
ستعلو زغاريد الفرح بالعريس الجديد في الأرجاء ..
وستزف الفرحة إلى قلوبنا كما أعتدنا عند كل مناسبةٍ سعيدة ..
وسنبقى ضاحكين في وجه الأمل مبتسمين أمام الحصار ..
لأن الحرب الكبرى هي حرب الذات والنفس .. فإن سقطت المعنويات سقطنا وإن علت علونا ..
ونحن لا يمكن أن نسقط .. لأن العزيز لا يسقط ..
ولأن الكرامة هي الحياة .. والحياة هي الكرامة ..
والعيش الحقيقي هو العيش الكريم .. ونحن نتغذى على الكرامة كي نعيش ..
اليوم نحن نتألم .. وغداً ستندمل جروحنا .. وألم الساعات الطويلة ينسى في لحظة سعادةٍ واحدة..
نحن أحياء ما دمنا كرماء .. ولأننا متمسكين بالسعادة وبسنة الحياة فإننا سنبقى كرماء منصرين رغم عمق كل جرحٍ وطعنة كل غادر ..
لأننا كرماء .. لا نقبل السقوط