محمد النظاري
قد يظن البعض أن التعليم والرياضة نقيضان لا يجتمعان، وهذا ظن ليس بعضه أثم بل كله أثم، فالعقل السليم في الجسم السليم، وكلما كانت الحالة البدنية للفرد جيدة، كلما اقبل على الدنيا بنفس طيبة، ومنها الجوانب التعليمية.
كثير من المؤسسات الانتاجية في العالم المتقدم، عندما رأت أن انتاج عامليها بدأ في التناقص، ادخلوا الألعاب الرياضية كجانب ترويحي وكسر للملل، ومد العاملين بطاقة متجددة، وذلك حسن من انتاجهم.
الجامعات أيضا في البلدان المتقدمة أولت الرياضة اهتماما غير عادي، فشيدت الملاعب والصالات وخصصت معاهد وأقسام وكليات، قصد تخريج جيل متسلح بالعلم والرياضة في آن واحد.
تابعت اللقاء التشاوري لرؤساء الجامعات برئاسة نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي ا.د عبد الله الشامي، والذي تم فيه دعم الشباب من خلال تخفيض رسوم التعليم الموازي لـ30% إضافة لتقسيط تلك المبالغ على الطلاب ، مراعاة للوضع الاقتصادي السيئ الذي خلفه العدوان على بلادنا.
كم من الشباب في محافظات، كمارب والجوف وحجة وصعدة وعمران محرومين من نعمة التعليم، رغم وجود مؤسسات للتعليم العالي فيها ، لهذا فإن تخصيص نسبة 5% لشبابها بالجامعات، و5 % لأبناء الشهداء فيه إنصاف كبير، وما نتمناه من الجامعات أن تطبقها على الفئة المستحقة، دون الانحراف بالقرار عن مساره الصحيح.
وهنا أناشد قيادة الوزارة والجامعات أن يتم تخصيص نسبة معينة للرياضيين والرياضيات في مختلف الجامعات وان يتم تخفيض الرسوم عليهم، كون هذه الفئة تقدم الكثير للوطن،ولا أقل من تكريمها بهذه الميزة التي يستحقونها.
وهنا نناشد وزارة التعليم الفني والتدريب المهني ممثلة بنائب وزيرها د. خالد الحوالي تطبيق نفس الاجراءات على الرياضيين الراغبين في التسجيل بمعاهد وكليات المجتمع التابعة للوزارة، فكثير منهم لا تسعفهم ظروفهم ونظرا لما يقدمونه لليمن علينا مد يد العون لهم.
كما أن إلزام الجامعات والمعاهد الفنية وكليات المجتمع بتخصيص مساحات ملائمة للأنشطة الرياضية امر ينبغي تفعيله، فللأسف الشديد لا تنتبه تلك المؤسسات للرياضة إلا عندما يقام دوري رياضي، وعندها وللأسف تقوم بعضها بقطع بطاقات للاعبين في الاندية لتمثيلها قصد نيل اللقب.
إننا في حزن شديد عندما نرى الشباب في جامعتي عدن وحضرموت متوقفين عن الدراسة بسبب الممارسات الإرهابية للقاعدة والتي اوقفت التعليم فيها، لأسباب واهية منها منع الاختلاط، ونتمنى إن يتم استئناف الدراسة فيها من جديد.
إن إتمام العام الدراسي في مؤسسات التعليم الأساسي والثانوي والفني والعالي ، رغم العدوان الذي تمر به بلادنا، ورغم تدمير الكثير من المنشآت التعليمية فيها واستشهاد العديد من منتسبيها، لهو أمر يدعو للافتخار كون الطلاب والكادر التعليمي ظلوا صامدين يحملون مشعل العلم ضد مشعل التدمير والتخريب والقتل.
مجدداً نذكر بأن العلم والرياضة مكونان أساسيان لرفعة وتطور الشعوب، وبهما ترتفع رايات الدول خفاقة في مختلف المحافل الدولية، وعالم بارع ورياضي بطل، هما افضل في التمثيل لليمن من عدة سفارات مغلقة أو سفراء نائمين.
قد يعجبك ايضا