اسكندر المريسي
بعد عشرين شهرا منذ اعلن الرئيس السابق ميشيل سليمان تنحيه عن رئاسة الجمهورية اللبنانية بناءً على الدستور والقوانين المنظمة لذلك يشهد لبنان فراغا في سدة الرئاسة تخلل تلك الفترة الجدل بين كافة القوى السياسية خصوصاً مسمى القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر بصفة خاصة مسمى المسيحيين بصفه عامة .
ففي وقت سابق وخلال تلك الفترة تحديداً كان رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سميع جعجع قد اعلن ترشيح نفسة لرئاسة الجمهورية وحظي بأصوات قليلة في البرلمان اللبناني باستثناء ما كانت قد اعلنته قوات الرابع عشر من آذار بأنها تؤيد ترشيح سمير جعجع .
وفي تطور خطير ولاحق اعلن رئيس ذلك الحزب تأييده ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشيل عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية ، حيث كان عون منذ فترة العشرين شهراً الماضية ولا يزال اقوى المرشحين الذين سبق وان حظي بتأييد قوى الثامن من آذار ممثلة بحركتي امل وحزب الله فيما كانت الى فترة سابقة قوى الرابع عشر من آذار تعارض ترشيح النائب عون .
غير ان جملة من المتغيرات الجديدة اسفرت عن تحولات لا سيما بين مسمى المسيحيين ، جاء ذلك عقب تأييد تيار المستقبل الذي يرأسه سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية باعتباره اقوى حضوراً بين المسيحيين ولا يعارض كميشيل عون علاقات لبنان مع سوريا ، هذا التحول هو الذي ادى بالتأكيد الى انقسامين واضحي المعالم احدهما في قوى الرابع عشر نتج عن ذلك تأييد سمير جعجع لميشيل عون رفضاً غير مباشر لتأييد تيار المستقبل .
خاصة وسمير جعجع متهم بقضايا سابقة لجهة المسيحيين الموالين لفرنجية الامر الذي ترتب علىه ذلك انقسام مماثل في قوى الثامن من آذار التي تربطها علاقات قوية بين النائبين فرنجية وعون .
ومعنى ذلك ان ازمة الرئاسة في لبنان ما زالت معلقة حتى اللحظة الراهنة وهذا لا يعني التقليل من اهمية النائب فرنجية الذي يحظى بشعبية غير عادية في الاوساط المسيحية وكذلك نظيره النائب ميشيل عون بقدر أو ما تؤكد المؤشرات الجارية حالياً ان مسألة الازمة او التوافق ما زال بعيد المنال بالنظر للتداعيات الجارية ، حيث يبدو الانقسام واضحاً اكان ذلك في ما يخص قوى الثامن أو الرابع عشر من آذار .
حيث برزت اختلالات واضحة بين تلك القوى الامر الذي تترتب عليه اعادة النظر في التركيبة السياسية القائمة في لبنان خصوصاً وتلك التركيبة ليست مقدسة ما دام وقد ادت الى متغيرات جديدة توجب ان تكون العملية اشمل واوسع لإنهاء تلك المسميات ضمن مسمى واحد يسمى لبنان ما دام وهناك اجماع على أن اليهود هم اعداء لبنان .