أسئلة الثراء الأزماتي..!!
عبدالله الصعفاني
* سؤال الوعي والمسؤولية الوطنية يقول لنا مع كل صباح كئيب ، وكل مساء قاصف.. ما هذا الثراء الأزماتي عند اليمنيين منذ أن وجدوا من ينفخ في نيران أهوائهم الشخصية وأطماعهم الجهوية ثأراً من الوحدة وانتقاماً من حلمهم في بناء جيش قادرة طلائعه على إشعال نار الحقد بذات اشتعال أضواء ساحة الاستعراض الممتلئة بالحلم الكبير والبأس الشديد .
* وسؤال المسؤولية الوطنية يقول لنا مع كل لحظة يشكو فيها الأعزاء مساعي الإذلال القادمة من أنحاء مختلفة من كوكب النفاق .. هل هان علينا اليمن الميمون إلى هذه الدرجة لمجرد تضارب مصالح الإخوة ” الأعدقاء ” إثر منجز الوحدة ثم انفلات الأعصاب والأخلاق بمرور عقد على القرن الجديد وتداعي النافخين في نيران الربيع المزعوم .
* وسؤال المسؤولية الدينية هو الآخر يكرر .. هل كان معقولاً أن أبناء يمن الإيمان والفقه والحكمة سيتعاطون ولو على النطاق السياسي غير الواقعي المصطلح سيئ السمعة ( السنة والشيعة ومواطني فوق ومواطني تحت ، شمال وجنوب ) ، ولاحظوا أنني لم أعزز الأسئلة بسؤال عن المسؤولية القومية أو حتى الأممية بعد الذي صار من الإساءة إلى عبدالناصر وميشيل عفلق وعبدالفتاح إسماعيل وإبراهيم الحمدي وحتى لينين وماركس في قبورهم .
* يمنياً لم يكن الثراء الأزماتي الملطخ بدماء الإخوة ليتزايد لولا تذاكي الفاشلين على بعضهم عقب نقطة الإشراق في ليل العرب المسماة ” الوحدة ” ثم ما أعقب ذلك من الالتفاف على بقية محطات الأمل ثم فتح أبواب جهنم الدنيا بمزايدات ربيع وجع وألم لم نحصد نتائجه غير المزيد من الخلاف والشقاق والمواجهات ، حتى سلمنا مفاتيح الألعاب السياسية للأعداء لنكتشف أننا أصبحنا خارج اللعبة !
* أما الجواب على مسؤوليتنا الدينية فيأتي من كوننا جئنا بالمستحيل الرابع وصار بعضنا مستسلماً للواقع الدامي مع أن الوقائع الذاتية والموضوعية تكفي أي يمني لأن يلقم الشيطان حجرا بالقول .. أنا يمني مسلم ، وفي هذا ما يغني عن جلب المسميات التي لا أصل لها لولا ما أصاب البنية الوطنية والأخلاقية من العوار مدفوع الأجر لتكون كل هذه العواصف من العدوان والاحتراب والتضليل الإعلامي الذي يملأ الأرجاء درجة التغطية على كل هذه الدماء وكل هذا التدمير الممنهج الذي ينال حتى من حصص الأجيال القادمة في الحياة .
* وأما بعد الدعاء والسؤال من الله الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد فإن خيبة الأمل في أكثر من خمسة عقود من محاولة الإطلالة على التعليم وعلى الثقافة وعلى التربية الوطنية لا تمنع من تكرار الدعوة لاسترداد هوية وطن ضربته العمالة وتخطفته الوصاية وماتزال الجهود والأموال حثيثة لتمزيق نسيجه الاجتماعي والوطني .
* ومع أسف القول بأن المعادلات السياسية صارت مخطوفة ومغلوبة على أمرها والنفخ في التعصب غالب ، بتذاكٍ مكشوف يرفض أن يستحي فإنه ليس أمام اليمنيين جميعاً سوى مراجعة كل ذات مأزومة والاصطفاف حول فكرة الوطن ، وتجنب مخاطر الانحدار من منعطف إلى آخر ، ورفض هذا التقويض للغة التعايش والمحبة .. وقبل وبعد ذلك الدفاع عن الوطن بما يستحق وليس بما لحقه في محطات تأريخية عديدة من سيادة الخطائين غير التوابين .