الإعدام المفخخ .. في التوقيت الملغوم!
علي الريمي
أعلنت السلطات الأمنية في المملكة العربية السعودية أمس تنفيذ حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي نمر النمر ومعه (46) شخصاً. وبعيداً عن الإسهاب في طبيعة التهم الموجهة لكل هؤلاء البشر الذين أعدموا وهي تهم “سياسية” 100%، إن لم تكن كيدية الغرض منها ترهيب كل المنتمين للطائفة الشيعية وإسكات أصواتهم التي تنادي “سلميا” بمطالب حقوقية مشروعة كمواطنين سعوديين يفترض أنها مكفولة لهم!
على أن إعلان تنفيذ الحكم بإعدام النمر والآخرين في مثل هذا التوقيت ، ليس سوى مجرد استعراض غبي وساذج للعضلات صادر عن نظام استبدادي لم ولن يتردد في استخدام كل الطرق المشروعة وغير المشروعة للقضاء على كل من يختلف معه ناهيك عمن يعارض حكم أسرة آل سعود وغير ذلك يمكن اعتبار هذه الخطوة الظالمة بحق المحكومين بالإعدام (والتي حظيت بمباركة أمريكية “غير مسبوقة” إذ اعتبرت الخارجية الأمريكية حكم الإعدام بأنه يندرج في إطار الشأن الداخلي للملكة العربية السعودية) بأنها محاولة للتغطية على الإجراءات التقشفية التي اتخذتها الحكومة السعودية – مؤخراً – والتي قضت برفع الدعم الحكومي عن أسعار بعض السلع الاستهلاكية والمشتقات النفطية، فتوقيت إعلان تنفيذ حكم الإعدام ، هدف إلى إلهاء باقي المواطنين في نجد والحجاز عن القيام بأي رد فعل تجاه الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بهدف الحد من العجز في الميزانية السعودية للعام 2016م.
بالانتقال إلى ردود الأفعال المتوقعة من أنصار الشيخ النمر وأهالي الأشخاص الآخرين الذين نفذ بحقهم حكم الإعدام ، فإن السيناريو المتوقع – في هذا الصدد – قد يتمثل في الآتي:
ستقوم الجهات المعنية “داخل الأجهزة الأمنية” التابعة لولي العهد محمد بن نائف الذي مازال يتولى مقاليد وزارة الداخلية بافتعال تفجيرات “مفخخة” في مسجد أو أكثر من المساجد التابعة للشيعة من خلال سيارات “داعشية” ملغومة والهدف – بالطبع – إخماد ردود أو تحركات “سلمية” لذوي الأشخاص الذين تم إعدامهم ، وعلى ذلك سيتم التعلل بأن الظروف الأمنية تستلزم عدم القيام بأي مظاهرات من أي نوع وتحت أي مسمى..
وهكذا سيكون لسان حال الأجهزة الأمنية التابعة لنظام آل سعود حيث ستواصل قمعها “بالحديد والنار” لكل من تسول له نفسه الاعتراض على سياسات العائلة الحاكمة في نجد والحجاز الداخلية منها أو تلك التي تقوم بها هذه العائلة المتضعضعة على الصعيد الخارجي.