أيتها الخضراء الحبيبة ..
عبدالجبار سعد
أرضك السندس وجبالك السندس وقلوب أهلك سندسية خضراء مثلك.. والماء ينبع ويسيل من بين أصابعك أيتها الفاتنة .
فيك تغرد الأطيار وتتعملق وتزهو الأشجار وتسيل الغيول والأنهار لتعزف بصليلها وخريرها أمتع المعزوفات الفردوسية ..
فيك “وادي الدور” و فيك “وادي عنّة” وفيك “وادي بنا” وفيك سحول ابن ناجي حيث نسجت لحبيب الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بردته السحولية التي لم تبل ولم تخلق رغم القرون .
فيك “حبيش “وفيك “جبل ربي” وفيك “جبلة السيدة بنت أحمد ” وفيك “العدين” وفيك “سمارة ” الشامخ حيث نطل من علياه على السحاب والغيم وهي في الأدنى تعانق وتقبل شماريخه ..
فيك “بعدان “؛منه خرج ذو الكلاع الحميري وترك ملكه كله ليفتح ارض الشام لدين الله .
فيك أولياء الله وفيك علماؤه الربانيون تخضربهم وهادك وتزهو وينيرون وجوه وقلوب من شرح الله صدورهم للتقوى ويحفظونك من عبث العابثين وغلو الغالين وفتن المفتونين وفساد المفسدين .
فاتنة أنت يا إب يا خضراء وحاضنة لكل قادم إليك لا تضيقين ذرعا بهم ولا تتأففين .
يتسلل إليك خوارج الزمان من كل النواحي ويختبئون في كل الجحور فتمقتينهم وتفضحينهم على رؤوس الأشهاد ومنهم تتبرأين ؛ “كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين “.
يا أنت يا خضراء علميهم بالله درسا لن ينسوه أن مالاً مدنسا حراما لا يصنع انتصارا ولا ينصر حقا ولا يبطل باطلا ..علميهم أن “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها “..علميهم أن من دمروا تعز وشردوا أهلها إليك لتحضنيهم بعد أن فقدوا الأمن والمأوى لن يكرروا فعلتهم فيك مادام فيك أولياء الله وصالحو عباده والربانيون من علمائه .
وسلام عليك يا إب يا خضراء يا حبيبة القلوب والأرواح شامخة عصية ندية عطرة سندسية حتى تزول الفتنة وينهزم العادون .