مفارقة

عبدالمجيد التركي
في اليمن لا تصل المرأة إلى الأربعين إلا وقد أصبحت زبونة لدى أطباء النساء والولادة، والأسنان والباطنية والعيون، وترى نفسها عجوزاً، فلا يعود زوجها يسمع منها غير الأنين.. وإن تحدَّثت معه فلن تتحدث إلَّا عن نصائح الطبيبة لها، وعن الصداع الذي يلازمها منذ طوفان نوح.
معظم النساء في اليمن لا يعرفن معنى الرياضة، ولم يمارسنها حتى مرة واحدة في حياتهن.. فهن يمارسن رياضة الحمل والولادات المتتابعة، وأيديهن مليئة بالتجاعيد لأنها مغموسة باستمرار في الكلوركس والصابون والعجين، فلا تصل إلى الثلاثين إلا وقد أنجبت ثمانية أطفال.. فكيف سيكون حالهنَّ بعد كلِّ هذا!!
النوادي الرياضية النسائية إن وُجدت فهي قليلة، ولا قدرة لكلِّ النساء على ارتيادها، إما بسبب الحالة المادية التي ليس فيها مُخصَّص لمثل هذه الجوانب، أو بسبب ثقافة الرجل، الذي يرى في ارتياد هذه الأماكن ترفاً لا طائل منه، أو شبهة يجب الابتعاد عنها.
وحين يتحدث أحدهم عن رغبته في الزواج، يكون أول سؤال يسمعه: “كم عمرها”، فإن قال عمرها ثلاثون سيقولون له: أووووه كبيرة!!
بالفعل هي كبيرة مقارنة بنساء العالم الأخريات اللواتي يولين أنفسهن وأجسادهن عناية خاصة، كي لا يصلن إلى الشيخوخة المبكرة، لأن أولئك النسوة الأخريات يعرفن معنى فائدة الزيوت للجسم، ومعنى الرياضة، ومعنى المباعدة بين الولادات، صحياً ونفسياً وتربوياً، ومعنى القدرة على تربية الأطفال.
ليس بالسهل أن تستطيع امرأة إقناع زوجها بالذهاب إلى النادي الرياضي مرة كلَّ أسبوع والاعتناء بنفسها، لأنه سيرى في هذا مضيعةً للوقت، حتى إن تحدثت إليه بشأن المباعدة بين الولادات فسيقول لها: رزقهم على الله، كلّ واحد يولد ورزقه معه!!
magid711761445@gmail.com

قد يعجبك ايضا