هل نقرأ العراق من عدن أم نقرأ عدن من العراق ؟
صراعاتنا المختلفة أرضية المشروع العالمي بالمنطقة !
مطهر الاشموري
* تظل كل الصراعات وكل الحروب الخارجية التي حدثت أكانت داخلية أو خارجية، عن صراعات وحروب ما بعد 2011م، لأن تلك الحروب هي إما ارتبطت بالحرب الباردة وآخرها جهاد أفغانستان أو مثلت التمهيد والخطوط التمهيدية لما بعد الحرب الباردة والثورة الإيرانية أو ثورة الحجارة في غزة هي بين هذه الخطوات وإن جاءت فوق الوعي لأطراف الثورات .
فهذه الأحداث أفضت إلى حرب عراقية إيرانية وإلى غزو الكويت وإلى أوسلو وربطاً بذلك صراع شيعي سني بات يلتقي مع جهاد أفغانستان في ثورية الإرهاب والإخوان 2011م.
أحداث 2011م وكل ما تبعها باتت البداية لتنفيذ مشروع أمريكي أو عالمي وذلك ما جعلها صراعات وحروباً مختلفة أو تختلف, فتركيا أعدت منذ 2002م لتكون أنموذجاً للثورات المأخونة 2011م فيما السعودية الوهابية والنظام والمال هي أساس وثقل الإرهاب وبالتالي فإن ما يربط الإخوان بالإرهاب هو ما يربط تركيا النظام بالإرهاب ولكن ذلك لم يكن بالوضوح إلا مع أحداث 2011م تحديداً.
بالموقف التركي من تطورات سوريا, فتركيا الإخوان كانت ستمارس العدوان المباشر على سوريا لو كان ذلك موضع دعم أمريكا والناتو.
عدوان النظام السعودي على اليمن لم يكن ليأتي لو أن ذلك ما لا تريده وما لا تدعمه أمريكا ومع ذلك تعنينا معرفة أن تركيا كان لها مشروعها في سوريا أو المنطقة مثلما للسعودية مشروعها في اليمن ربطاً بالمنطقة ، لكن أيضا وفي ذات الوقت فلأمريكا وأثقال العالم مشروعها أو مشاريعها من فرضية توافق أو تقاطع بأي قدر.
عدم موافقة فلأمريكا على عدوان مباشر كتركيا على سوريا يعني أن تركيا ليست شريكة ولا مطلعة على المشروع العالمي ، وعدم حصول السعودية على شرعية أو شرعنة للعدوان مسبقاً يعني ذلك أيضاً ، وبالتالي فمشروع قرار مجلس الأمن الذي قدمته السعودية بعد العدوان كان يهدف لشرعنة العدوان واعطائه الشرعية ، وتدخل روسيا لإعادة صياغة القرار 2216 ثم امتناعها عن التصويت هو من توافق وتكتيك أمريكي روسي على السعودية أما اليمن فهي طرف غائب وشرعية ” هادي ” لازالت الحاضرة في الأمم المتحدة.
القرار استعمل كغطاء للعدوان ولكن لا وضوح كشرعيته حتى كغطاء وذلك ما نسفته مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة بمذكرة خطية أكدت فيها أنه لا وجود لمشروعية في القرار للحصار الممارس على الشعب اليمني .
المشروع العالمي بدا كمشروع أمريكي وتجسد في غزو أمريكا وبريطانيا للعراق خارج الشرعية الدولية وحتى 2011م, فالاتحاد الأوروبي انضم للمشروع بأية حصة أو نصيب اقتنع به فيما روسيا التي خدعت بالموافقة على التدخل في ليبيا ناورت من خلال أحداث سوريا واوكرانيا ببراعة سياسية طبعاً إلى جانب ورقة اليمن التي توفر لها أدواراً أهم وقد رأت أعلى النظام السعودي علق على عدم تصويت روسيا على القرار 2216 بأنه جاء من اتصال الأمير محمد بن سلمان وذلك يعني أن روسيا قبضت الثمن لموقف ستسير مع من توافق مع أمريكا وسيناريو اللعبة في أحداث اليمن والمنطقة.
هذا ما لا يمكن أن تقوله أمريكا وقد كلف العجوز الخطير منذ 2011م بالتبشير بحرب عالمية ثالثة وتصعيد حملات فريقه كلما استدعت الحاجة لخلط الأوراق أو لدفع أطراف للاستمرار في أدوارها وكما تركيا والسعودية تحديداً .
ذلك ما لا يمكن أن تقوله روسيا فذلك ليس لصالحها حتى مع حليف لها كما الرئيس الأسد ثم إن ذلك ما كان يمكنها من قبض أثمان والاستزادة من كعكة النظام السعودي الغبي في تقاسمها مع هذه القوى .
هذه القراءة لا تعني أن أمريكا هي القضاء والقدر أو أن أثقال العالم هي على كل شيء قدير ولكنه علينا العودة لأرضية تخلفنا قبل قرن يزيد قليلا أو ينقص بكيفية فرض أنظمة ظلت وحكام حكموا والقياس من ذلك لمدى تطورنا وتطوير لعبة وآلية المشروع الجديد ، فالمزايا أو الامتيازات أو المرونات في المشروع الجديد هي للشعوب بمدى استجابتها أو عدم استجابتها فإذا الأكراد يريدون دولة بالمنطقة والشيعة في العراق كما السنة يريد كل منهما دولة فتبقى مسألة تطويع الأنظمة.
المشروع إن لم ينشغل بالشعوب حقيقة فهو يشتغل من خلال الشعوب ولذلك فالنظام السعودي الذي شن عدوانه أو كان رأس الحربة للعدوان لم يعد من تموضعه يفرض مشاريعه الخاصة في اليمن الذي انشغل بها طويلاً وانفق عليها كثيراً كما فصل حضرموت أو إعادة الانفصال في اليمن وذلك ما ظل أهم مشاريعه حتى حرب 1994م .
استطيع الجزم أنه لو كانت لدى الشعب اليمني استجابات للسير إلى واقع ليبيا ربطاً بالعدوان السعودي فأمريكا ومجلس الأمن والشرعية الدولية مع ذلك وستتعامل معه بذات الروتينية والمطاطية والتمطيط كما ليبيا وبذلك فلنا قياس ما فرضناه كشعب وما يظل تحت القياسات أو الخيارات المفتوحة.
من كان يتابع بحصافة فضائيات العدوان والخليج بعد احتلال عدن سيلتقط عبارات قاطعة الدلالة في التخاطب مع أبناء المحافظات الجنوبية على طريقة “ليس أمامكم إلا أن تقاتلوا لتحرير تعز وإلا فإنكم ستظلون كما أنتم” ، وذلك يعني أنه عليكم جر الشمال إلى ذات الفوضى للمساواة في الفوضى والإرهاب وإلا فإنكم ستظلون في الفوضى والإرهاب ولا تحلموا بغير ذلك .
الرئيس الأمريكي ” أوباما” سيسلم الحكم لرئيس آخر مطلع العام القادم 2017م وعندما يقول إن الحرب ضد الإرهاب في العراق تحتاج لثلاثة عقود فذلك سقف مشروع قد تعرف ماهيته بأي قدر وقد لا تعرف فماذا لو قيل أن الحرب ضد الإرهاب في اليمن تحتاج لمثل ذلك أو اقل أو أكثر ولماذا لا يربط ما يحدث في العراق بما يحدث في المحافظات الجنوبية الشرقية ؟ لماذا لا يربط مثل هذا التصريح الشهير لأوباما بما طرحته فضائيات السعودية والخليج بالمباشرة وبالوضوح للأخوة في هذه المحافظات؟
السعودية تتعاطى بعقلية ” سايكس بيكوا” والبعض قد يتعاطى بوهم أو حنين انفصال أو يجعل من عدائه للحوثي أو عفاش هو القضية فوق القضايا وفوق الوطن ومثل هذا لم يعد يحتاج مضيعة وقت أو جهد أو هدرة وثرثرة لم تعد من الصراع ولكننا نتجنبها لمجرد تجنب الصراع.